درس طه إسماعيل يمنح ريبيرو الانتصار الأول.. ماذا بعد الرسم؟ (تحليل)

تذوق محمود حسن تريزيجيه طعم الانتصار كقائد لـ الأهلي في بطولة الدوري، لأول مرة على حساب فاركو، جاء التشريف بعد إصرار مدربه خوسيه ريبيرو على إشراك مصطفى شوبير أساسيًا على حساب محمد الشناوي.

استلزم إنجاز تريزيجيه قرارات أخرى من المدرب الإسباني، 4 تعديلات على التشكيل الأساسي وتعليمات هجومية مضاعفة للاعبي الوسط وضمان استمرار الضغط على مناطق دفاع الخصوم، ورسم خططي أكثر شجاعة.

سيطر الأهلي على الكرة منذ الدقيقة الأولى، مع وضوح فكرة الضغط الهجومي بوضع محمد على بن رمضان وزيزو أمام ديانج في مثلث يمكنه تقليل الضغط على ثنائيات الأطراف «تريزيجيه وهاني – كريم فؤاد وبن شرقي» فماذا يفعل أحمد خطاب حتى وإن قلب طريقته إلى 5 -3 -1-1.

وضع خطاب منطقة العمق ضمن أولويات التأمين ربما جاءت الفكرة متأثرة من حيل مجدي عبدالعاطي عندما واجه الأهلي في الجولة الماضية وسبب الكثير من المتاعب لريبيرو وخرج متعادلا 2-2.

كرر محمد هاني عرضياته في الدقائق الأولى بمساندة وتحرك من تريزيجيه ورغم عدم اكتمالها في الأولى والثانية، إلا أن دفاع فاركو سقط سهوا في الثالثة وحولها شريف إلى المرمى في الدقيقة العاشرة.

منجم ذهب

منحت الطريقة والتعليمات الجديدة ريبيرو منجمًا ذهبيًا، فمنطقة ما بين العمق والأطراف تهدد المنافس بخطورة دائمة ومجرد التفكير في الاختراق من خلالها يسبب ارتباكا كبيرا، فانطلق بن رمضان وأهدى زيزو عرضية يعرفها جيدًا ليضيف الثاني برأسية مميزة.

على الجانب الآخر، بدى فاركو غير قادرا على إظهار رد فعل أو وجه غاضب يقلق ريبيرو من فرصة التقدم مجددًا بعد تسجيل الهدفين الأول والثاني، فاستغل ديانج الوضع القائم وتقدم في الدقيقة 26 معلنًا عن سلاح جديد «التصويب من الخارج» ما كرره تريزيجيه لاحقا.

حاول فاركو التقدم بزيادة عددية بعد الدقيقة 30 أسفر عن محاولات وعرضيات غير مكتملة لكنها أجبرت الأهلي على التراجع، فضاعف أحمد خطاب تقدم لاعبيه وظهر 7 في مناطق دفاع الأهلي عند الدقيقة 36، ولكن يقظة أشرف داري وياسين مرعي حافظت على هدوء مصطفى شوبير.

رغم غياب الشراسة الهجومية والقدرة على التهديد إلا أن فاركو أنهى الشوط الأول باستحواذ أعلى نسبيًا من أوقات الشوط، فتح الباب أمام انتظار ظهور محتلف في الشوط الثاني.

خالف خطاب توقعات المساندين لفاركو، فبدى درس الخسارة بسداسية حاضرًا وكأنه في عمل مستمر لتفادي نتيجة مماثلة في بداية مشواره بالموسم الحالي، ففي الدقيقة 48 ظهر الـ 11 لاعب داخل الثلث الأخير لفاركو رغم التأخر بهدفين.

اتسم أسلوب لعب الفريقين بلون واحد، محاولات من الأهلي عبر الأطراف وانتظار لدفاع فاركو في مناطق الوسط لإبعادها، قبل أن يكسر زيزو السيناريو بهدف مميز في الدقيقة 59.

حاول لاعبو فاركو التحلي بالشجاعة الخططية والتقدم مع تبقي نصف ساعة على نهاية المباراة، مع استنساخ سلاح الأهلي المفضل «العرضيات» والتي لم تمنحه أكثر من ركنية وأخطاء، ثم جاءت التصويبة الأولى على مرمى شوبير في الدقيقة 66 دون خطورة.

جدد ريبيرو دماء تشكيله بتغييرات روتينية دون تعديل على الرسم الخططي فخرج شريف وشارك جراديشار وحل كوكا بدلا من ديانج.

في الدقيقة 70، اختار ياسين الملاح الاعتماد على نفسه بعد عجز تشكيل الخطورة بأداء جماعي، فسدد تصويبة اصطدمت بقائم شوبير تعامل معها الدفاع بارتباك كبير لتنتهي بخطأ فادح من شوبير في الإبعاد ويضعها محمد فخري في المرمى.

عشوائية واندفاع

منح الهدف لاعبي فاركو معنويات مرتفعة بحثًا عن تكرار المشهد، فيما ضغط الأهلي مجددًا لتظهر حالة من السرعة في نقل الكرة والبحث عن ثغرة، فعرضية فاركو عن طريق جابر كامل في الدقيقة 87 وجدت داري حاضرا، بينما جراديشار سبق له الهرب من مراقبة الضيوف وسجل الرابع قبلها بـ 5 دقائق.

ما علاقة طه إسماعيل؟

منذ رحيله عن لجنة التخطيط في سبتمبر 2019، ظل طه إسماعيل ينتقد مدربي الأهلي بسبب الرسم الخططي، مؤكدًا أن لا يمكن قبول فكرة لعب الأحمر أمام فرق الدوري بثنائي ارتكاز.

طالب إسماعيل مدربي الأهلي باستخدام طريقة 4-1-4-1 بشكل فعال وهجومي وكان أبرزها تعليقًا على التعادل أمام الاتحاد السكندري في سبتمبر 2020، ثم التعثر أمام مصر المقاصة في أغسطس 2022.

ويتبقى السؤال، هل يستخدم ريبيرو الرسم الخططي المفضل لـ طه إسماعيل في المباريات المقبلة؟ وماذا بعد الرسم؟






تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *