
شهدت السنوات الأخيرة نشوب أزمة داخلية كبيرة وإن كانت خفية في النادي الأهلي، بين محمود الخطيب، رئيس مجلس إدارة النادي، وحسام غالي، عضو مجلس الإدارة.
ورغم اختفاء الخلاف عن الساحة الإعلامية، فإن ملامحه بدأت تظهر جليًّا، بدءًا من غياب غالي عن معظم مناسبات النادي، وعلى رأسها حفل تتويج الفرق الرياضية بالبطولات، فيما سُمِّي بـ«الموسم الذهبي» بالقلعة الحمراء في موسم 2023، ما أثار الكثير من الجدل والتكهنات حول سبب غيابه.
وبحسب تقارير صحفية ونجوم سابقين في الأهلي، فإن الخلاف بدأ عندما أبدى حسام غالي رغبة في التدخل ببعض الأمور الفنية الخاصة بالفريق الأول، وهو ما تسبب في نشوب أزمة بينه وبين سيد عبدالحفيظ، مدير الكرة آنذاك، اعتراضًا على هذا التدخل.
غير أن عبدالحفيظ نفى وجود خلاف مباشر، مؤكدًا في تصريحات تليفزيونية أن ما بدا للناس مجرد اختلاف في وجهات النظر، يجمعه وغالي في النهاية هدف واحد هو مصلحة النادي.
ورغم خروج غالي في نوفمبر 2023 بتصريحات إعلامية نَفى فيها وجود أي خلاف بينه وبين محمود الخطيب كما أُشيع، فإن قطاعًا كبيرًا من الجماهير ظل مقتنعًا باستمرار الأزمة، بل وتوسعها لتشمل أطرافًا أخرى داخل مجلس الإدارة، وكذلك لجنة التخطيط، بسبب تباين في وجهات النظر بشأن الصفقات ومصير بعض اللاعبين. وقد وصل الأمر إلى أن بدأ غالي يُظهر «عصيانًا ناعمًا» على قرارات المجلس، وهو أمر نادر الحدوث في مجالس «بيبو».
وفي السياق نفسه، غاب حسام غالي عن معظم الاجتماعات الرسمية التي أُقيمت في العامين الأخيرين. وبحسب مصدر مسؤول في لجنة التخطيط تحدث لـ«المصري اليوم»، فقد كان يتم إبلاغ غالي بموعد الاجتماع في كل مرة، لكنه كان يعتذر عن الحضور لنفس السبب، حتى استمر الغياب بشكل شبه دائم، ما أعطى للجماهير انطباعًا مؤكدًا بوجود أزمة حقيقية داخل المجلس.
لم يقتصر غياب غالي على الاجتماعات فقط، بل شمل أيضًا المناسبات الرسمية المهمة، مثل حفل المتحف الكبير، وتدشين استاد النادي الجديد في الأقصر، والذي شهد حضور جميع أعضاء المجلس باستثناءه.
وفي تطور جديد، خرج غالي عن صمته مساء أمس خلال ظهوره في أحد برامج البودكاست، موضحًا أنه يطمح في الترشح لرئاسة النادي الأهلي يومًا ما، معبرًا عن عدم رضاه عن بعض أساليب الإدارة الحالية. وقد أثارت تصريحاته جدلًا واسعًا، خاصة بعد تطرقه لملف الصفقات، ومدربي الأهلي السابقين مثل مانويل جوزيه ورينيه فايلر.
وأكد غالي أنه عندما دخل مجلس الإدارة رأى الأمور على حقيقتها بوضوح أكبر، وأنه يعتبر الراحل صالح سليم هو «شخصية الأهلي الحقيقية»، لما كان يتمتع به من وضوح وصراحة ورجولة، وكان يُكبر من حوله ولا يُصغرهم، ولم يكن يمارس الإدارة بشكل فردي.
وعن أول قرار سيتخذه حال توليه رئاسة النادي، أوضح غالي أنه سيختار من حوله شخصيات تجسد مبادئ الأهلي، وتتمتع بإنكار الذات والطموح، لا تبحث عن المجد الشخصي، ولا تميل للتسلق أو التفرد بالقرارات، بل تحب العمل الجماعي، وتملك شخصية قوية، لأن «الأهلي لا يُدار بالفردية، بل بالمجموعة»، حسب تعبيره.