في قلب صحراء مرسى علم، وتحديدًا عند جبل حميثرة، حيث يقصد آلاف المريدين والمحبين من مختلف محافظات مصر، رصد برنامج «مصر تُغني» خامس حلقات موسمه الثاني، المذاع على القناة الأولى المصرية، أجواء وطقوس الاحتفال بمولد القطب الصوفي سيدي أبوالحسن الشاذلي.
مقدم البرنامج أحمد عطاالله طرح منذ بداية الرحلة سؤالًا ظل يشغله: «ما الذي يدفع الناس لقطع أكثر من ألف كيلومتر في يوم شديد الحرارة، بلا فنادق أو راحة، ليصلوا إلى هذا المكان في قلب الصحراء؟»
كشف الإعلامي أحمد عطاالله، مقدم برنامج «مصر تُغني» على القناة الأولى، عن مواقف غير متوقعة واجهته مع فريق العمل أثناء رحلتهم لتصوير حلقة خاصة من المولد الصوفي لسيدي أبي الحسن الشاذلي في حميثرة بمرسى علم.
وقال عطاالله «طلعنا من القاهرة بميكروباصين؛ واحد حديث ومكّيف مع المخرج والمصورين، وسواقه (أمير). والتاني قديم ومتهالك شايل معدات الإضاءة، وسواقه (شنخر) شخصية كوميدية لا تُنسى. طول الطريق كان بيوقفنا في مخالفات عشان الفانوس المكسور، ورغم التريقة المستمرة، هو اللي طلع البطل الحقيقي للرحلة.»
وأضاف: «المفارقة حصلت أول ما دخلنا المدق الصحراوي المؤدي لجبل حميثرة، سواق الميكروباص الجديد زهق وقال لي: (هو ماينفعش نقرأ الفاتحة من هنا وخلاص؟). بعدها العربية وقفت وما رضيتش تدور، مع إن كل حاجة فيها تمام. كأنها أخدت موقف من الكلام! والحرارة وقتها كانت 52 درجة، مفيش قدامنا غير إننا نسيبها ونركب كلنا مع شنخر اللي اتحول لمنقذ.»
وتابع عطاالله «كمان أول ما وصلنا وبدأنا نجهز للتصوير، الكاميرات سخنت ورفضت تشتغل. قلت لرمزي نصلي الضهر والعصر لحد ما الزملاء يظبطوا الدنيا. دخلنا المسجد، أنا ركنت الجزمة عادي، وهو حط الشبشب بتاعه على جنب. وإحنا خارجين لقينا الجزمة، ومفيش أي أثر للشبشب! سبت رمزي مش قادر يقف من سخونة الأرض، وطلعت ألف البلد أدور على شبشب جديد ورجعت له بعد نص ساعة.»
وخلال الحلقة، استضاف عطاالله الحاج أحمد محمود، حفيد الحاجة ذكية ومسؤول ساحة الاحتفال، الذي روى رحلة انتقال الحاجة ذكية من القاهرة بجوار مسجد الإمام الحسين إلى حميثرة بجوار مسجد ومقام سيدي أبوالحسن الشاذلي.
كما التقى البرنامج بعدد من أبرز المداحين الذين يحيون الليالي الصوفية هناك، منهم منتصر الدشناوي بساحة الحاجة ذكية، ورجب الديروطي بساحة الإمام على الشريف، وإبراهيم العطواني في ساحة الشيخ عقيل مظهر.
برنامج «مصر تُغني»، الذي يهدف إلى استكشاف التراث الفني والموسيقى المحلية في محافظات مصر، يأتي من إعداد أحمد طه وأحمد عبدالجليل، وتصوير بولا عصام وريمون أيوب، وإخراج محمد الميهي.