
ساعات قليلة حولت حياة أم تستأنس بأطفالها الستة إلى سيدة مكلومة فقدت 5 من أطفالها الأشقاء في ظروف غامضة، فيما رقدت شقيقتهم السادسة إلى جانب والدها يتلقيان الرعاية الطبية الفائقة داخل غرفة العناية المركزة في إحدى مستشفيات المنيا، نتيجة اشتباه في تسمم غذائي.
ولم تمض سوى أيام قليلة قبل أن تفجع الأم برحيل آخر أطفالها مع والدها، ولم تتجه أصابع الاتهام إلى أي من الأقارب ولم تُثر أي شكوك حول شبهة جنائية قبل أن تتكشف الحقيقة وهي أن زوجة والدهم هي من وصعت لهم السم في الخبز.
جريمة أطفال دلجا.. مفاجأت من العيار الثقيل كشفتها الدكتورة نهاد جاد، وهي الطبيبة التي اكتشفت تناول الأطفال الستة ووالدهم مادة سامة، بمركز دير مواس، بمحافظة المنيا، خاصًة بعد دفن 4 أطفال دون التوصل إلى وجود شبهة جنائية حول وفاتهم.
وقالت الدكتورة نهاد جاد، لـ ” الأسبوع” إنها تعمل بطب الإسكندرية، وتواصلت معها طبيبة زميلة لها بطب المنيا، تخبرها أن مديرية الصحة وصل إليها 4 أطفال أشقاء توفوا، ووجود طفلة شقيقة لهم ووالدهم يعانوا من نفس الأعراض، – أطفال دلجا -، حيث كانت الأعرض ” قئ مصحوبًا بارتفاع درجة حرارة الجسم وضعف في العضلات واضطراب في الوعي”، واشتبه الأطباء بأنه – التهاب سحائي -، ليتم دفن الأربعة أطفال الأشقاء، دون الشك بوجود شبهة جنائية حول وفاتهم، مؤكدة على أن حالات التسمم لا يصحبها ارتفاع درجات الحرارة، ما دفع أطباء المنيا إلى الاستباه في كون الأمر عدوى.
كما أضافت أنها كانت على علم بأن مادة ” الكلوروفينابير” السامة والتي تستخدم في النباتات الزراعية، تسبب الأعراض التي يعاني منها الطفلة المصابة ووالدها، في جريمة – أطفال دلجا -، وظهر منها حالتين فقط خلال الأعوام الماضية، موضحة أنها لم تطرق في الحديث عنها لعدم استخدامها في حالات الانتحار، أو جرائم القتل كما حدث.
وواصلت أنها طالبت عمل أشعة رنين مغناطيسي للطفلة ووالدها، للتأكد من ظهورها، مشيرة إلى أن بعد تناول تلك المادة السامة يلزم عمل غسل معدة وكلى لعدم انتشارها في الجسم، وتأثيرها على المخ، حيث أنها تسبب توقفه، مبينة أن المادة تبدأ في ظهور أعراضها على متناولها من يومان لـ 7 أيام، والوفاة تحدث خلال 21 يومًا.