
تحتفل قطاعات المجتمع المحلي باليوم العالمي للبيئة، الذي يُقام في 5 يونيو من كل عام، بفعاليات متنوعة تهدف إلى تسليط الضوء على التحديات البيئية التي تواجهنا. وضمن هذه الفعاليات، نظم مجمع إعلام قنا ندوة مميزة بعنوان “الحد من استهلاك البلاستيك”، بالتعاون مع فرع جهاز شئون البيئة بقنا والمنتدى الإقليمي للتنمية المستدامة.
فعاليات الندوة: نبراس للوعي البيئي
احتضنت قاعة مجمع إعلام قنا الفعاليات، حيث حضرها عدد من ممثلي الجمعيات الأهلية والعاملين في المؤسسات الحكومية. شارك في النقاش يوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، والمهندس أسعد محمد أحمد، مسؤول الإعلام والتوعية بجهاز شئون البيئة، وياسر عبد الموجود، نائب رئيس الاتحاد الإقليمي للجمعيات الأهلية. أدارت الندوة سهير السيد عبد الرازق، مسئولة البرامج بمركز إعلام قنا، مما أضفى طابعًا رسميًا ومهنيًا على الحدث.
التحديات البيئية: من البلاستيك إلى الصحة العامة
أكد يوسف رجب أن الاهتمام بالبيئة ليس مجرد خطوة توعوية، بل ضرورة حيوية لضمان مستقبل مستدام. أشار إلى أن التلوث البيئي من البلاستيك يهدد صحة الإنسان والطبيعة بشكل متبادل، ويحتاج إلى تعاون جماعي لتجنب المخاطر. من جانبه، عرض المهندس أسعد محمد أحمد أسباب الأزمات البيئية، مثل التوسع السكاني، والاستغلال غير المسؤول للموارد، والتطور التكنولوجي المتسارع. أوضح أن شعار هذا العام للعيد العالمي للبيئة هو “الحد من البلاستيك”، ليبين خطورة هذا المادة على المحيطات والنباتات والصحة البشرية.
أرقام البلاستيك: إرشادات للاستخدام الآمن
تطرق المهندس أسعد إلى تفاصيل الأرقام التي تُظهر على عبوات البلاستيك، والتي تساعد المستهلكين في اتخاذ قرارات صحية. الرقم 1 يشير إلى المنتجات القابلة للاستخدام مرة واحدة، مثل علب الماء والمشروبات. أما الرقم 2، فيعد آمنًا وقابلًا للتدوير، ويُستخدم في علب الشامبو والمنظفات. الرقم 3، الذي يُعتبر الأخطر، يُستخدم في الألعاب وأدوات التعبئة، ويجب تجنبه لاستخدامه المطول. الرقم 4، كما أوضح، آمن نسبيًا ويُستخدم في أكياس التسوق، بينما الرقم 5 يُعد من أفضل أنواع البلاستيك، لأنه آمن للاستخدام مع السوائل الدافئة أو الباردة. في المقابل، الرقم 6 و7 يُنصح بعدم استخدامهما لكونهما خطيرين.
مبادرات عملية: نحو بيئة صحية مستدامة
قدم المهندس أسعد حلولًا عملية للحد من استهلاك البلاستيك، مثل استبدال الحقائب البلاستيكية بأخرى ورقية أو مصنوعة من القماش المعاد تدويره. كما شجع على تقليل استخدام العبوات البلاستيكية بالاستعانة بال الأواني الزجاجية أو الفولاذية غير القابلة للصدأ، أو الأوعية الفخارية التي تساعد في تحويل مياه حمضية إلى قلوية، مما يعزز صحة الأفراد. أشار إلى أن هذه الخطوات البسيطة، إذا تمت تطبيقها على نطاق واسع، يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في الحفاظ على البيئة.
التوعية: أساس النجاح في الحفاظ على الموارد
أكد المتحدثون على أهمية نشر الوعي البيئي، لتعزيز ثقافة الاستدامة بين المواطنين. أشار يوسف رجب إلى أن قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات يسعى جاهدًا لتوسيع نطاق التوعية، لضمان وصول الرسائل إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين. أوضح أن التغيير يبدأ من الفرد، ويحتاج إلى مشاركة جماعية لضمان تأثير فعّال على البيئة.
الخلاصة: مسؤولية الجميع في الحفاظ على الطبيعة
تُظهر هذه الندوة أن الوعي البيئي ليس مجرد مبادرة مؤقتة، بل ضرورة مستمرة. من خلال التفاعل بين القطاعات المختلفة، يمكن للاجتماعات مثل هذه أن تُبرز الحلول القابلة للتطبيق، وتعزز التزام الأفراد والمجتمعات بالحفاظ على البيئة. فالتخطيط والاستعداد المبكر، وهكذا، يُشكلان مفتاح التوازن بين التنمية وحماية الكوكب.