
لا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي، يحقق في الحادثة «غير المسبوقة» التي وقعت صباح أمس الأربعاء، في خان يونس، والتي هاجمت خلالها مجموعة من مقاتلي كتائب القسام ذراع حركة حماس، موقعًا لجيش الاحتلال على طريق «ماجن عوز» السريع، بحسب ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية.
ووفقا لـ«يديعوت أحرونوت»، يشير التحقيق إلى أن مقاتلي القسام خرجوا عبر نفق قريب اكتشفه جيش الاحتلال قبل نحو شهرين، واندفعوا تجاه الموقع الإسرائيلي، ليستيقظ الجنود الإسرائيليين من نومهم على وقع اشتباك داخل المبنى الذي تم اختراقه، حيث أصيب 3 جنود في الحادثة، أحدهم إصابته خطيرة واثنان إصابتهما طفيفة.
إقرأ أيضا
من «المسافة صفر».. القسام تهاجم موقعًا إسرائيليًا وأحد منفذي العملية يفجر نفسه (تفاصيل)
رصد أنشطة «مشبوهة» قبل الحادثة
وفقا للصحيفة الإسرائيلية، يكشف التحقيق أيضًا عن ثغرات وأخطاء عملياتية في أداء القوات الإسرائيلية لواجبها الدفاعي بمفردها، منوهة إلى أنه في الأيام التي سبقت الحادث، رُصدت 3 تحركات والتي وصفها التحقيق بـ«المشبوهة» على الأقل بالقرب من الموقع الدفاعي المتسلل إليه وهو موقع متقدم مؤقت يتكون من عدة مبانٍ استولى عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتحصينات ترابية، ومنطقة داخلية تتمركز فيها دبابات وناقلات جند مدرعة.
وبناء على ذلك، قامت قوات من «لواء كفير» الإسرائيلي، بنشر كمين كان يقع على مسافة أبعد قليلًا من الموقع، ولم يلاحظه أحد في المنطقة المجاورة مباشرة.
15 مقاتل مقسمين على 3 فرق
وفقًا للتحقيق تمكن ما بين 15 و20 مقاتلا من القسام الخروج من النفق، حوالي الساعة 9 صباحًا، والخروج منه، لينقسموا إلى 3 فرق، «فرقة على تلة ترابية لإطلاق النار على قوات الدعم التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي التي وصلت إلى مكان الحادث»؛ والفرقة الثانية إلى مبنى كان الجنود الإسرائليين نائمين في الطابق الأول بعد نشاط ليلي؛ والفرقة ثالثة هاجمت مبنى مجاورًا.
ووفقا للتحقيق قطع المقاتلين لمسافة حوالي 40 مترًا من مدخل النفق إلى نقاط قتالهم المخطط لها، دون أن يُكشف أمرهم، وتمكنوا من إطلاق النار على كاميرا مراقبة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في أحد المباني وإبطال مفعولها .
ولفت التحقيق النظر إلى أن الضابط الإسرائليين سمعوا ضجيجًا من الطابق الثاني الذي كانوا ينصبون منه الكمين، فنظروا إلى أسفل ورأوا أول شخص «مشبوه»، فأطلقوا النار على الفور، مما أشعل فتيل الهجوم، في الوقت نفسه، أيقظهم قائد الفصيل من كتيبة «نحشون»، البالغ عددها نحو 15 جنديا نائمين في الطابق الأول، بينما كان هناك 6 مقاتلين على الأرض أو بالجوار، وهكذا، دار قتال عن قرب داخل المنزل، قُتل خلاله 3 من قوات الاحتلال على الأقل.
ووفقا للتحقيق، استغل قائد فرقة الدفاع المدرعة من «اللواء 188»، الذي قرر البقاء مع زملائه داخل دبابته صباح أمس، للرد بسرعة، حيث اندفع على الفور نحو المجموعة المسلحة «القسام» التي كانت تتجه نحو المبنى، وأطلق 3 قذائف على المبنى وتفادى صاروخ «آر بي جي» أطلق من مجموعة تشتيت انتباه المنتشرة على التلة الترابية.
قتال استمر لـ3 ساعات
واستمر القتال الرئيسي في المواقع الثلاثة في بداية الحادثة ما بين 5 و10 دقائق، قرر مقاتلو القسام، بعدها الانسحاب.
وزعم التحقيق أنه تم القضاء على معظم الذين حاولوا الفرار من كتائب القسام من قبل سلاح الجو باستخدام طائرات مسيرة، ومع ذلك، تمكن حوالي 8 مقاتلين من الفرار.
وانتهت الحادثة بعد 3 ساعات بالتعرف على آخر مقاتل حاول العودة إلى النفق، وتم القضاء عليه جوًا، وفي عمليات المسح التي أجراها جنود الاحتلال، عُثر على أسلحة متنوعة، منها بنادق كلاشينكوف، وذخيرة متنوعة، وقنابل يدوية، وسترات قتالية مجهزة، وعبوات ناسفة تمكن المقاتلون من نشرها في المنطقة.
نقالة لأسر الجنود وإعادة ترميم الأنفاق
صرح جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم، أنه عثر أيضا: «على نقالة أحضروها معهم، لكننا لا نعرف ما إذا كان هدفهم من استخدامها للخطف أم لإجلاء مصابيهم (مصابي القسام)»، مضيفا: «لدينا دروس مستفادة من الحادثة فيما يتعلق بالمعايير العملياتية، ما كان ينبغي لهم أن يتسللوا إلينا بهذه الطريقة».
وكشف التحقيق أيضًا أن مقاتلي القسام، دخلوا من نفق، كانت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي عثرت على فتحة مجاورة له وقامت بمعالجتها «محليًا» قبل نحو شهرين. ويقدر الجيش أن الفتحة التي استخدمها مقاتلو القسام قد أُعيد ترميمها، على غرار أنفاق أخرى حفرتها حماس في قطاع غزة خلال العام الماضي.
تم تفعيل قوات الاحتياط القريبة ووصلت بسرعة، كما لاحظت إحدى الدبابات المنتشرة مقاتلا يختبئ حاملًا مدفعًا مضادًا للدبابات فدهسته.