
أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، على أهمية الشراكة مع منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها وبرامجها المختلفة، مشيرة إلى أن زيارتها لمحافظة قنا عكست حجم الجهد المبذول بالتعاون بين الجهات الوطنية والأممية ومنظمات المجتمع المدني، لتحقيق التنمية في صعيد مصر الذي يحظى بأولوية كبيرة لدى الحكومة.
جاء ذلك خلال مؤتمر عُقد في قنا، بحضور الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا، والسيدة إيلينا بانوفا الممثل المقيم للأمم المتحدة في مصر، وعدد من ممثلي الوكالات الأممية، ضمن فعاليات الاحتفال بمرور 80 عامًا على تأسيس الأمم المتحدة. واستعرض المؤتمر المشروعات التنموية والاستثمارية الجاري تنفيذها بالمحافظة.
وأشادت المشاط بجهود مؤسسة النداء للتنمية المتكاملة برئاسة الدكتورة هبة حندوسة، وما تقدمه من مشروعات تسهم في تمكين المرأة وخلق فرص عمل جديدة. كما سلطت الضوء على الطفرة التنموية في البنية التحتية بمحافظة قنا، والتي تدعم توجه الدولة لتعزيز مشاركة القطاع الخاص، وجذب الاستثمارات، واستغلال المزايا التنافسية للمحافظات، والتوسع في التصدير.
وأضافت الوزيرة أن الحكومة أطلقت مؤخرًا «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية» التي تستهدف التحول نحو نموذج اقتصادي يركز على القطاعات الأعلى إنتاجية ذات القيمة المضافة، مع الحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلي من خلال البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية. وأوضحت أن لكل وزارة ومحافظة وجهة دورًا أساسيًا في تحقيق هذه السردية التي تهدف إلى زيادة الإنتاجية وخلق فرص عمل قائمة على دور فاعل للقطاع الخاص.
وأشارت إلى أن السردية الوطنية تشمل قطاعات السياحة، الزراعة، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والطاقة، باعتبارها الأكثر توليدًا لفرص العمل المباشرة وغير المباشرة. كما لفتت إلى تقارير توطين أهداف التنمية المستدامة التي تصدرها الوزارة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لرصد التقدم المحقق في مختلف المحافظات.
كما استعرضت المشاط برنامج «نُوفّي» (Novi) الذي يربط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة، ويستهدف تعزيز التحول نحو الاقتصاد الأخضر بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين.
من جانبه، أوضح الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، أن المحافظة تشهد طفرة تنموية شاملة بفضل المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» التي غطّت 5 مراكز من أصل 9 ليستفيد منها أكثر من نصف سكان الريف باستثمارات ضخمة. كما أشار إلى أن قنا كانت من أوائل المحافظات المستفيدة من برنامج تنمية صعيد مصر بتمويل من البنك الدولي، ما أسهم في دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتطوير المناطق الصناعية، وتنفيذ مشروعات استراتيجية كبرى.
وأكد المحافظ أن رؤية قنا الجديدة تستهدف تحويلها إلى مركز تنموي ولوجستي يتمتع بقدرات تنافسية عالية، مع التركيز على جعلها محافظة خضراء من خلال مشروعات الطاقة المتجددة، والزراعة العضوية، والاقتصاد الدائري، إضافة إلى السياحة الريفية والبيئية.
وفي السياق ذاته، أعربت إيلينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، عن اعتزاز الأمم المتحدة بشراكتها مع الحكومة المصرية، مؤكدة أن هناك 10 وكالات أممية تعمل في محافظة قنا بما يعكس حجم التنسيق والتكامل لدعم جهود التنمية. وأشارت إلى أن التعاون يشمل مجالات متنوعة على رأسها تمكين الشباب، الصحة، الزراعة، والنظم الغذائية، إضافة إلى التدخلات المرتبطة بالمبادرة الرئاسية «حياة كريمة».
كما أكدت بانوفا أن حجم العمل التنموي في قنا كبير، ما يتطلب بذل المزيد من الجهود للمضي في تنفيذ مشروعات جديدة.
وفي كلمة أخرى، أوضحت تشيتوسي نوجوتشي، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، أن البرنامج يفخر بشراكته الممتدة مع وزارة التخطيط والحكومة المصرية ومحافظة قنا، مشيرة إلى أن التركيز الحالي يشمل التنمية الاقتصادية المحلية، السياحة الريفية المستدامة، وتنويع سبل العيش، مع الحفاظ على الأصول الثقافية والبيئية. وأكدت نوجوتشي أن إبراز أصوات المجتمعات وبناء هوية وطنية مميزة لقنا يمثل ركيزة أساسية في هذا النهج التنموي المتكامل.
<p>The post وزيرة التخطيط: السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية تعزز دور المحافظات في الإنتاجية وخلق فرص العمل first appeared on التعمير.</p>