
قال الشيخ يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، إن صناعة التماثيل لها أحكام متدرجة في الشريعة الإسلامية، تبدأ من الجواز وتنتهي إلى الحرمة المغلظة، بحسب الغرض والنية من صناعتها.
وأضاف، جبر، خلال حديثه عبر قناة «الناس»، أن التماثيل التي يصنعها بعض الفنانين التشكيليين وتُعرض في الميادين على سبيل التذكار لعظماء أو رموز وطنية، تُعد محرمة ولكنها من الصغائر، لأن من يصنعها لا يقصد أن تُعبدمن دون الله، بل يقصد التكريم والتذكير.
وأوضح أن التحريم يبلغ درجة الكبيرة إذا كان التمثال يُصنع لعبادة غير الله عز وجل، مثل تماثيل الأصنام أو غيرها مما يتخذ للعبادة، مؤكدًا أن هذا يدخل في باب الشرك ويستوجب الوعيد الشديد، أما الصور الفوتوغرافية فقد استقرت الفتوى على إباحتها، بينما اعتبرت الصور المرسومة باليد جائزة مع الكراهة، كونها تدخل في فعل الإنسان ومحاكاته لخلق الله.
وأشار جبر إلى أن علة النهي عن بعض أنواع التصوير تكمن في منافسة صفات الله الخالق المصور، الذي تفرد بالخلق والإيجاد والتصوير، مستشهدًا بقول الله تعالى في الحديث القدسي: «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما عذبته ولا أبالي».
وبين أن العقوبة في الآخرة تختلف باختلاف النية، مبينًا أن التهديد بالتخليد في النار قد يُفهم بمعنى طول المكث لا الخلود الأبدي، كما في حال القاتل الذي يستحل القتل فيُعتبر كافرًا فيخلد، بخلاف المؤمن العاصي الذي قد يدخل النار لكنه يخرج بالشفاعة.