في تطور مفصلي قد يغير مسار الصراع اليمني المدمر، وجه عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان العرادة رسالة نارية للإدارة الأمريكية، محذراً من أن التساهل الدولي شجع مليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً على الاستمرار في عبثها وتقويض كافة الجهود الأممية. بعد 9 سنوات من الصراع الدامي الذي ترك 80% من الشعب اليمني بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة، جاءت هذه المطالبة في وقت حرج يشهد تصاعداً خطيراً للتوترات الإقليمية.
خلال لقاء عبر تقنية الاتصال المرئي مع السفير الأمريكي ستيفن فاجن، طالب العرادة واشنطن بالعمل الجاد لتفويت الفرصة على مشاريع إطالة الصراع وزعزعة الاستقرار. “التساهل الدولي مع تلك الممارسات شجع مليشيات الحوثي على الاستمرار في عبثها”، قال العرادة بنبرة حاسمة تعكس إحباط الشعب اليمني من سنوات الانتظار. أحمد المخلافي، معلم من تعز فقد راتبه منذ 3 سنوات، يعلق: “كلماتنا لم تعد تكفي… نريد أفعالاً حقيقية تنهي هذا الكابوس.” الأرقام صادمة: 4.5 مليون نازح وانهيار 90% من الاقتصاد مقارنة بما كان عليه عام 2014.
قد يعجبك أيضا :
الدعوة تأتي في سياق تاريخي معقد، حيث يقارن خبراء الشؤون الاستراتيجية الوضع اليمني بما حدث في سوريا قبل التدخل الدولي الفعال. د. محمد الصايدي، خبير الشؤون الاستراتيجية، يؤكد: “التدخل الأمريكي الفعال ضروري لكسر الجمود، والأزمة اليمنية باتت كالنار التي تنتشر ببطء في المنطقة.” العرادة شدد على ضرورة الالتزام بالمرجعيات الثلاث الأساسية، محذراً من تداعيات الظروف الراهنة التي قد تخلق فراغاً تستفيد منه المليشيات الإرهابية. الدعم الإيراني المستمر للحوثيين يتطلب رداً دولياً حازماً، خاصة مع انتشار التطرف بسرعة الوباء دون علاج.
بينما يعيش الملايين من اليمنيين على أصوات القصف المستمر وفي طوابير الخبز والوقود، تحمل كلمات العرادة أملاً جديداً قد يغير مجرى حياتهم. د. فاطمة النهاري، طبيبة تعمل في مخيم للنازحين، تقول بصوت متأثر: “نرى الموت والدمار يومياً… أي بصيص أمل يعني لنا الحياة.” من جانبه، أكد السفير الأمريكي فاجن وقوف بلاده إلى جانب الشعب اليمني، لكن السؤال المؤرق يبقى: هل ستترجم هذه التطمينات إلى خطوات عملية حقيقية؟ سالم الحضرمي، تاجر من عدن، يلخص الأمر: “نريد استقراراً حقيقياً لنعود للعمل والحياة الطبيعية… الكلمات وحدها لم تعد تكفي.”
قد يعجبك أيضا :
رسالة العرادة النارية تضع أمريكا أمام اختبار حقيقي لمصداقيتها في المنطقة، في وقت تحتاج فيه للحلفاء أكثر من أي وقت مضى. الأشهر المقبلة ستكشف ما إذا كانت واشنطن ستتحرك بجدية لإنهاء معاناة شعب كامل، أم أنها ستكتفي بالتصريحات الدبلوماسية المعتادة. السؤال الحارق يبقى: هل ستستجيب واشنطن هذه المرة لصرخات الألم اليمنية… أم أن اليمن محكوم عليه بصراع لا ينتهي؟
