يمثّل إنتاج الوقود من النفايات في سلطنة عمان تحولًا نوعيًا في قطاع الطاقة من خلال الاستثمار في حلول مبتكرة للاستدامة.
وتأتي هذه الجهود في إطار رؤية عمان 2040 التي تسعى لتحقيق الاستدامة البيئية وتعزيز الاقتصاد الدائري.
ووفقًا لتقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وقّعت الشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة "بيئة" اتفاقيات إستراتيجية مع شركات محلية ودولية بهدف تطوير حلول لإنتاج الطاقة البديلة، ويُعدّ قطاع الأسمنت من أبرز القطاعات المستفيدة من هذه المبادرات.
ويعكس هذا التوجه التزام سلطنة عمان بتقليل البصمة الكربونية وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، إذ تعمل الشركات العمانية على الاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال، ما يعزز من مكانة مسقط بصفتها مركزًا للابتكار المستدام في المنطقة.
وفي هذا السياق، شهد قطاع إدارة النفايات في السلطنة تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، إذ تشير الإحصاءات إلى أن سلطنة عمان تنتج نحو 2.3 مليون طن من النفايات سنويًا، ما يفتح المجال أمام استثمارات ضخمة في إعادة التدوير وإنتاج الوقود البديل.
إنتاج الوقود من النفايات
في خطوة تعزز مفهوم الاقتصاد الدائري، وقّعت شركة بيئة، اليوم الأربعاء 12 فبراير/شباط 2025، مذكرة تعاون مع شركة ريسوت للأسمنت وشركة "إم في دبليو" (MVW) الألمانية، لدراسة الجدوى الاقتصادية لمشروع إنتاج الوقود المشتق من النفايات.
ويهدف المشروع إلى تطوير نموذج أعمال مستدام يخدم جميع الأطراف، ويساعد بتقليل النفايات وتحقيق كفاءة الطاقة في قطاع الصناعات الثقيلة، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأكد نائب الرئيس لتطوير الأعمال في شركة بيئة، كميل بن أحمد اللواتي، أن المشروع يمثّل نقلة نوعية نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ما يسهم في تقليل البصمة الكربونية وتعزيز تنافسية قطاع الأسمنت محليًا وإقليميًا.
![إنتاج الوقود من النفايات في سلطنة عمان](https://attaqa.net/wp-content/uploads/2025/02/f8d0eefbdcfdd70af8225398e829abe8.jpg)
من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة ريسوت، هلال بن سيف الضامري، أن هذا المشروع يأتي في إطار دعم الاقتصاد الدائري والجهود الوطنية لتحقيق الحياد الكربوني.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة إم في دبليو الألمانية ديرك ليشتنبرغ، إن المشروع يعدّ نموذجًا متقدّمًا للاستفادة من النفايات بطرق مستدامة، عبر الاستفادة من خبرات الشركة في مجال إدارة النفايات وتحويلها إلى مصادر طاقة نظيفة، بما يتماشى مع التوجهات العالمية نحو اقتصاد منخفض الكربون.
دور الأبحاث في تعزيز الاستدامة
لم تتوقف جهود سلطنة عمان عند تنفيذ مشروعات إنتاج الوقود من النفايات، بل امتدت لتشمل البحث العلمي وتطوير قواعد بيانات دقيقة عن تدفقات النفايات في البلاد.
فقد أبرمت شركة بيئة اتفاقية مع جامعة صحار لإجراء دراسة بحثية حول كمية النفايات المتولدة في السلطنة، بهدف تحسين نظم إدارة النفايات وتعزيز فرص إعادة التدوير.
كما تُعدّ محطة إنتاج الطاقة من النفايات، التي تعمل عليها شركة بيئة بالتعاون مع شركة نماء للطاقة، من المشروعات المستقبلية المهمة، إذ ستوفر فرصًا استثمارية ووظيفية، وتدعم تحقيق أهداف الاستدامة البيئية للسلطنة.
قطاع الوقود البديل
رغم التقدم المحرَز، تواجه مشروعات إنتاج الوقود من النفايات في سلطنة عمان بعض التحديات، مثل ارتفاع تكاليف الإنتاج والحاجة إلى دعم حكومي لتعزيز تنافسية الوقود الحيوي مقارنة بالمصادر التقليدية.
ومع ذلك، فإن الدعم المتزايد للابتكارات المستدامة ووجود مشروعات مثل مصفاة الديزل الحيوي في مدينة خزائن الاقتصادية، التي تعمل بالكامل بالطاقة الشمسية، يعزز من فرص النمو في هذا القطاع.
وتُعدّ تجربة سلطنة عمان في إنتاج الوقود من النفايات نموذجًا يُحتذى به في المنطقة، إذ تجمع بين الابتكار والاستدامة الاقتصادية والبيئية.
ومع استمرار الجهود الحكومية والشراكات الإستراتيجية، يُتوقع أن تؤدي مسقط دورًا رياديًا في مجال الطاقة المتجددة، ما يعزز مكانتها بصفتها وجهة استثمارية واعدة في الصناعات الخضراء.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..