بينما يستعد ريال مدريد وبرشلونة لخوض غمار نهائي كأس السوبر الإسبانية لعام 2025، فإن لقطة الإيطالي كارلو أنشيلوتي وهو يتقدم معاتبًا نظيره المدرب الألماني هانز فليك عقب الهدف الرابع للبارسا في مباراة كلاسيكو ذهاب الليغا في شهر أكتوبر الماضي لا تزال عالقة في أذهان الكثيرين.
وفي الوقت الذي أثارت فيه تلك اللقطة الكثير من التعليقات الساخرة إلى أن تم إيضاح الأمر لاحقاً بما تحدث به المدربان، فإن الأمر الأكثر أهمية كان يتعلق بالتفوق التكتيكي الكبير لهانز فليك في أول مباراة كلاسيكو له على الإطلاق.
ولا سيما في شوط المباراة الأول الذي فاجأ به الإيطالي أنشيلوتي من خلال خطة الدفاع المتقدم وتطبيق مصيدة التسلل التي وقع فيها الفرنسي كيليان مبابي ست مرات وحده في أول 45 دقيقة من عمر اللقاء الذي انتهى برباعية نظيفة للفريق الكتالوني، سجلت جميعها في الشوط الثاني.
الفوز في مباراة الكلاسيكو ذهابًا سمح للمدرب فليك بأن يفوز بجائزة أفضل مدرب في الشهر للمرة الثانية منذ وصوله إلى برشلونة في يوليو الفائت، كما أنه منح فريقه صدارة مريحة بفارق ست نقاط عن الريال، ليعتقد الجميع آنذاك أن البارسا لن يجد صعوبات كبيرة في الفوز بلقب الليغا للموسم الحالي ضمن المعطيات الرقمية للفريقين آنذاك.
إذ امتلك النادي الكتالوني بقيادة فليك أقوى خط هجوم بـ37 هدفاً وأقوى خط دفاع بـ10 أهداف، في الوقت الذي كان يعاني فيه الريال هجومياً بـ21 هدفاً مع شكوك كبيرة حول تأقلم الفرنسي كيليان مبابي مع الفريق في ظل وجود البرازيلي فينيسيوس على الجهة اليسرى أيضاً.
سيناريو قد يتكرر من فليك
على الرغم من أن خطة فليك بتطبيق مصيدة التسلل لم تنجح لاحقاً في العديد من المباريات بعد أن تنبهت الفرق الأخرى لها وأوجدت حلولاً حقيقية أوقعت البارسا في العديد من المشاكل التي أفقدته العديد من النقاط وجعلته يتراجع إلى المركز الثالث في سلم الترتيب، إلا أن تكرار السيناريو في موقعة (الأحد) أمام ريال مدريد لا يبدو من السيناريوهات المستبعدة، خاصة إذا ما استمر غياب الدقة عن تحركات لاعبي ريال مدريد في خط المقدمة، وبطء التنسيق مع تمريرات لاعبي خط الوسط وفي مقدمتهم فالفيردي وبيلينغهام.
وكان فليك الذي يعتمد على النهج الخططي (4-2-3-1) قد اعتمد على مصيدة التسلل أمام أتلتيك بيلباو وخاصة في الشوط الثاني بعد أن شعر بانخفاض اللياقة البدنية لدى لاعبيه وتفوق بدلاء الفريق الباسكي الذي وقع في المصيدة خمس مرات.
فليك منح لاعبيه راحة سلبية بعد الفوز على بيلباو على عكس منافسه أنشيلوتي الذي أصر على إجراء مران استشفائي في الليلة التالية لمباراة فريقه أمام مايوركا.
على الجهة المقابلة، فإن الدون الإيطالي يدرك جيداً أن برشلونة مع فليك قد يواجهه بنفس سيناريو مباراة الذهاب، وأن عليه إيجاد حلول حقيقية لتجنب خسارة ستكون كارثية على الفريق في هذا التوقيت من الموسم، ويعاني لاعبو ريال مدريد من الإرهاق في ظل اعتماد أنشيلوتي على التشكيلة ذاتها تقريباً في معظم مباريات الفريق، وافتقاره للثقة باللاعبين الشبان كالبرازيلي إندريك والتركي غولر.
وعلى الرغم من أن معاناة الريال كانت واضحة أمام مايوركا في نصف النهائي، قبل أن يأتي الحل عن طريق الإنجليزي بيلينغهام في الدقيقة 63، لم يجر أنشيلوتي سوى ثلاثة تبديلات في المباراة، فأشرك راؤول أسينسيو بدلاً من تشواميني في الدقيقة 55، وسيبايوس بدلاً من فالفيردي في الدقيقة 75 وأخيرا إبراهيم دياز بدلاً من فينيسيوس في الدقيقة 88.
هل تحضر ركلات الترجيح؟
على مر تاريخ مباريات كأس السوبر لم يحسم اللقب بفارق ركلات الترجيح سوى في مناسبة واحدة وذلك في العام 2020 عندما تغلب ريال مدريد على جاره أتلتيكو مدريد (4-1) بعد أن استمر التعادل السلبي خلال 120 دقيقة.
منذ اعتماد النظام الجديد للمسابقة، كانت ركلات الترجيح حاضرة أيضاً في مباراتي الدور نصف النهائي للعام 2023، حين تغلب الريال على فالنسيا (4-3) بعد التعادل (1-1) وبرشلونة على ريال بيتيس بعد التعادل (2-2).
في أمسية الأحد لن تكون الأوقات الإضافية حاضرة، أي أن انتهاء الدقائق التسعين بالتعادل بين الفريقين سيؤدي إلى التوجه لسيناريو ركلات الترجيح بشكل مباشر، وهو أمر قد لا يكون مستبعدًا في حال توقف لاعبو الفريقين عن المجازفة الهجومية في الدقائق الأخيرة من زمن اللقاء.
مانزانو.. وجه السعد المدريدي
نال تعيين الحكم خيسوس جيل مانزانو استحسان مدربي الفريقين اللذين قدما تعليقات إيجابية عنه في المؤتمر الصحفي الأخير قبل مباراة الغد، حيث أكدا أنه من الحكام المعروفين في الليغا وكذلك على المستوى الأوروبي، على الرغم من أن الانطباع لم يكن مماثلاً بالنسبة لأنصار البارسا.
مانزانو الذي سيحتفل بعيد ميلاده الحادي والأربعين في فبراير المقبل، كان قد قاد ثلاث مباريات كلاسيكو من قبل، حقق ريال مدريد الفوز فيها جميعاً. وفي المباراة الأولى فاز النادي الملكي بقيادة أنشيلوتي (في ولايته الأولى) بثلاثة أهداف لهدف بالرغم من أن البرازيلي نيمار كان هو من افتتح النتيجة للفريق الزائر برشلونة آنذاك.
وفي أبريل من العام 2021 قاد مانزانو مباراة إياب الليغا في البرنابيو أيضاً وفيها تغلب الريال (بقيادة زين الدين زيدان) على برشلونة (2-1).
أما الكلاسيكو الثالث فكان في أكتوبر من العام 2023 على الملعب الأولمبي في مونتجويك، وحينها تقدم البارسا بهدف إيلكاي غوندوغان قبل أن يسجل الإنجليزي بيلينغهام ثنائية منح بها الفوز للريال. وبشكل عام أشهر الحكم خيسوس مانزانو البطاقة الصفراء 15 مرة في مباريات الكلاسيكو الثلاث التي قادها، مقابل بطاقة حمراء واحدة في وجه البرازيلي كاسيميرو.