قفزت أسعار الكوبالت العالمية إلى مستويات تبعث على القلق، على وقع المخاوف الناجمة عن قرار اتخذته دولة أفريقية بشأن فرض حظر على صادرات المعدن المستعمَل في تصنيع البطاريات.
وقفزت أسعار معدن الكوبالت بأكثر من 43% خلال تعاملات يوم الأربعاء 12 مارس/آذار (2025) على خلفية فرار جمهورية الكونغو الديمقراطية بحظر تصدير الكوبالت، وفق أرقام طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويوم الإثنين 10 مارس/آذار، توقفت تداولات الكوبالت في بورصة ووشي للفولاذ المقاوم للصدأ (Wuxi Stainless Steel Exchange) في الصين، بعد أن ارتفعت الأسعار بنحو 12%، مسجلةً أعلى مستوى لها منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما أعلنت مجموعة الموارد الأوراسية إي آر جي (ERG) -الواقع مقرّها في لوكسمبورغ- في 10 مارس/آذار (2025) حالة القوة القاهرة بشأن شحنات الكوبالت، مستشهدةً بحظر الصادرات الكونغولية من المعدن الملقَّب بـ "الذهب الأزرق".
وقبل أسبوعين، أعلنت جمهورية الكونغو الديمقراطية -وهي أكبر مُنتج للكوبالت في العالم- حظرًا مفاجئًا على صادرات المعدن الإستراتيجي في محاولة لرفع الأسعار، وأعلنت السلطات أن هذا الحظر، الذي يستمر 4 أشهر، يهدف إلى استقرار السوق التي تعاني تخمة في المعروض.
عدم اليقين
تسجل أسعار الكوبالت ارتفاعًا ملحوظًا في الوقت الذي يغذي فيه حظر الصادرات من قِبل الكونغو الديمقراطية عدم اليقين المتزايد إزاء سلاسل الإمدادات.
وقفزت أسعار هيدروكسيد الكوبالت -وهو المنتَج الرئيس المصدر بوساطة الكونغو- بنسبة 84%، منذ أن فرض البلد الأفريقي تعليقًا مدّته 4 أشهر على الشحنات المصدرة في شهر فبراير/شباط المنصرم، بهدف كبح تخمة المعروض.
ولامست أسعار الكوبالت 10.5 دولارًا للرطل، مسجلةً أعلى مستوياتها منذ شهر يوليو/تموز (2023)، وفق فاست ماركيتس (Fastmarkets)، وهي إحدى الوكالات المتخصصة في إعداد التقارير عن أسعار السلع الرئيسة.
وتمثّل الكونغو نحو 75% من إنتاج العالم من المعدن الإستراتيجي المستعمَل في تصنيع البطاريات، ويثير ارتفاع أسعار الكوبالت مخاوف بشأن العرض، إذ تعكف السوق على تقييم المعاملات الفورية ومستويات المخزون والتدابير المحتملة الواجب اتخاذها في أعقاب قرار حظر صادرات الكوبالت في الكونغو.
القوة القاهرة
فعّلت شركة تيلف إيه جي (Telf AG) -وهي وكيل تسويق الكوبالت الكونغولي المنتَج بوساطة شركة أوراسيان ريسورسيز غروب (Eurasian Resources Group)- القوة القاهرة في عقود الإمدادات؛ ما يتيح لها تعليق الإمدادات نتيجة أحداث خارجة عن إرادتها.
وما تزال الآثار الكاملة لحظر صادرات الكوبالت تخضع للتقييم، غير أن الشركة ربما لا تقدر على الوفاء بكل التزاماتها بشأن الإمدادات، وفق ما صرّحت به "تيلف" إلى عملائها في شهر فبراير/شباط المنصرم، في خطاب اطّلعت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.
وقال ناطق باسم "تيلف إيه جي": "حظر صادرات الكوبالت أُعلِنَ بوساطة حكومة الكونغو، ومثل الكثير من المشاركين الآخرين في الصناعة، فإننا نقيّم حاليًا خياراتنا استجابةً لتلك التطورات"، في بيان عبر البريد الإلكتروني.
وتبرز شركة "إي آر جي" المدعومة بوساطة حكومة قازاخستان ثالث أكبر شركة لتعدين الكوبالت في الكونغو، بعد كلٍ من سي إم أو سي غروب ليمتد (CMOC Group Ltd)، وغلينكور (Glencore).
لا إعفاءات
على الرغم من أن جمهورية الكونغو الديمقراطية قد سمحت بتسجيل صادرات الكوبالت لدى سلطات الجمارك حتى الـ27 من فبراير/شباط المنصرم، أي بعد 5 أيام من فرض الحظر، نصَّ مرسوم حكومي في الأسبوع الماضي أنه لن يكون ثمة إعفاءات جديدة.
وما تزال السياسات الأطول أمدًا الرامية إلى تحقيق التوازن في السوق، بما في ذلك حصص التصدير، قيد الدراسة.
ووفق تقديرات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، تلامس المخزونات الوسيطة خارج الكونغو قرابة 85 ألف طن من الكوبالت، بالإضافة إلى مخزونات كبريتات الكوبالت والمعادن والمواد الأولية، وفقًا لمجموعة سي آر يو (CRU) الاستشارية للصناعة.
ويمثّل هذا الرقم استهلاك 6 أشهر بافتراض استقرار معدل إنتاج الكوبالت المكرر، بحسب "سي آر يو".
ومع ذلك، فإن ارتفاع أسعار الكوبالت يُحدِث تأثيرات سلبية في سلسلة إمدادات المواد الخام المستعمَلة في كل شيء، بدءًا من البطاريات إلى السبائك.
وقالت شركة قوانغدونغ يونشوانغ لصناعة الطاقة الجديدة (Guangdong Yunchuang New Energy Industry Co)، الصينية العاملة في مجال تصنيع الخلايا المستعمَلة بالأجهزة الإلكترونية، إن التكاليف الخاصة بكل طلبات البطاريات الجديدة يتعين مراجعتها، في تصريحات أدلت بها إلى العملاء الأسبوع الماضي.
وأوضحت قوانغدونغ يونشوانغ أن العديد من منتجي أكسيد الليثيوم والكوبالت قد توقفوا عن الاسترشاد بالأسعار، بحسب وثيقة طالعتها بلومبرغ.
وقال المحلل في شركة "سي آر يو" توماس ماتيوس: "بينما ستواصل أسعار الكوبالت العالمية الارتفاع خلال الأسابيع المقبلة، ما يزال من الصعب جدًا التنبؤ بحجم الكارثة في نهاية المطاف".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.أسعار الكوبالت ترتفع مع حظر صادرات المعدن في الكونغو الديمقراطية من بلومبرغ
