استطاع نهضة بركان أن يلفت الأنظار هذا الموسم في المغرب، بعدما حسم أول لقب لبطولة الدوري المحلي في تاريخه، لتعيش بذلك مدينة بركان شرقي المغرب أمس احتفالات كبيرة من طرف أنصار الفريق البرتقالي، الذين خرجوا للاحتفال في الشارع بعدما حسم فريقهم اللقب.
وتمكن النهضة البركانية من لفت الأنظار في بطولة هذا الموسم، فقبل انقضاء بطولة الدوري المغربي بـ5 جولات، وجد الفريق نفسه بطلًا للمغرب بعدما بلغ رصيده 60 نقطة.
واستطاع نهضة بركان لحد الآن تحقيق 18 انتصارًا، وتعادل في 6 مباريات، وخسر في مباراة واحدة، ما جعل "فرسان الشرق" ينفردون بالزعامة بشكل مستحق منذ الجولات الأولى في الدوري المغربي، متفوقين على الأندية الكلاسيكية، التي لم تتمكن من مجاراة إيقاع زملاء الحارس منير المحمدي، الذين قدموا أوراق اعتمادهم كفريق لفت الأنظار في كل المباريات التي خاضها، وسحب البساط من أقدام معظم الأندية التي تعودت على التتويج ببطولة الدوري مثل الوداد والرجاء والجيش الملكي.
لاعبون في المستوى
وتمكن نهضة بركان من حصد لقب بطولة الدوري، بفضل مجموعة من اللاعبين الذين قدموا مردودًا في المستوى، ونجحوا لحد الآن في تأكيد حضورهم القوي في المباريات، وقدموا إشارات واضحة على قدرتهم على الصعود لمنصة التتويج منذ الجولات الأولى في المسابقة.
وبالنظر لقيمة الأسماء الموجودة في صفوف نهضة بركان انطلاقًا من الحارس منير المحمدي، لغاية خط الدفاع الذي يضم عبد الحق عسال ثم البوركينابي إيسوفو دايو وحمزة الموساوي وهيثم منعوث، مرورًا بخط الوسط الذي يلمع فيه ياسين لبحيري رفقة محمد مرابيط وأيوب خيري وصولًا إلى يوسف ميهري والسنغالي بول فاليري والبرازيلي سانتوس، كلها عناصر تملك مؤهلات فنية وبدنية عالية.
كما لا يمكن نسيان يوسف الزغودي وأسامة مليوي والمالي سومايلا سيديبي وعماد الرياحي، فجميعهم ساهموا بشكل كبير في تحقيق الفريق البركاني لأول لقب في تاريخه ضمن مسابقة الدوري منذ تأسيسه سنة 1938.
الشعباني.. كلمة السر
استطاع التونسي معين الشعباني أن يتألق ويبدع مع نهضة بركان، فرغم الخسارة الوحيدة لحد الآن التي تلقاها ضد الفتح الرياضي برسم الجولة 5 بهدف لصفر، إلا أنه استطاع أن يقود فريقه للتتويج ببطولة الدوري المغربي.
الشعباني الذي وجد كامل الدعم من طرف مجلس إدارة نهضة بركان، وبعدما تم توفير كافة ظروف العمل أمامه بشكل احترافي، استطاع أن يُكوِّن فريقًا مثاليًّا قادرًا على تحقيق أكبر عدد من النتائج الإيجابية، وهو الذي ضرب عصفورين بحجر واحد، من خلال التتويج بلقب الدوري المغربي وتأهيل فريقه لمنافسة دوري أبطال أفريقيا، بعدما تعود فريق النهضة البركانية في السنوات الأخيرة على المشاركة فقط في منافسات كأس الكاف.
وفي الوقت الذي غادر مدربون أجانب لبطولة الدوري المغربي في الجولات الأولى، تمكن معين شعباني أن يؤكد حضوره القوي، مستفيدُا من معرفته بعقلية اللاعبين في شمال أفريقيا، ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه بقيادة فريقه للتتويج باللقب.
نهضة بركان يجني ثمار التخطيط المحكم
التخطيط المحكم لإدارة فريق النهضة البركانية من أجل التتويج بلقب بطولة الدوري المغربي آتى ثماره، بعد عمل سنوات طويلة. فمنذ عودة نهضة بركان لدوري الدرجة الأولى المغربية في موسم 2012-13، رسم مسؤولو الفريق خطة من أجل تطوير نهضة بركان، الذي توج بعد ذلك بألقاب كأس العرش وكأس الكونفيدرالية الأفريقية لكرة القدم، لكنه ظل يعاني من أجل التتويج بلقب بطولة الدوري، قبل أن يأتي المدرب معين الشعباني ليقود الفريق للتتويج باللقب المحلي.
تطور نهضة بركان لم يقتصر على رفع ميزانية الفريق المغربي، من خلال إبرام عقود مع شركاء وثقوا في العمل الذي تقوم به إدارة الفريق، بل امتد لبناء أكاديمية من أجل صقل موهبة اللاعبين صغار السن، حتى يستفيد الفريق البركاني من اللاعبين من أبناء المنطقة الشرقية في المغرب، بحسب ما أكده لموقع "winwin" رئيس الفريق البرتقالي حكيم بن عبد الله، الذي لعب دورًا كبيرًا في تتويج فريقه بعدما استفاد من تجربة الرئيس السابق للفريق فوزي لقجع، الذي انتقل لرئاسة الاتحاد المغربي لكرة القدم.