يُمثل أول استكشاف للغاز الطبيعي غرب البحر المتوسط -بئر نفرتاري 1- خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة مصر بصفتها مركزًا إقليميًا للطاقة.
ويُعد هذا الكشف جزءًا من جهود إستراتيجية وزارة البترول المصرية لاستغلال الموارد الطبيعية وتعزيز مكانة البلاد في أسواق الطاقة، كما يُعَد موقع البئر المتميز وقربه من التسهيلات الحالية عاملًا مساعدًا لتطوير المشروع بسرعة وكفاءة؛ ما يعكس الإمكانات الواعدة للمنطقة.
ووفقًا لتقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تقع البئر في منطقة شمال مراقيا، التي تعد إحدى المناطق الواعدة في غرب البحر المتوسط، وأسهم المسح السيزمي المكثف والدراسات العلمية الدقيقة في تعزيز احتمالات تحقيق هذا الاكتشاف الكبير.
وأثبتت عمليات التنقيب في البئر نجاحًا مبشرًا؛ إذ اكتُشفت طبقات غازية واعدة بعمق مياه يصل إلى 1720 مترًا؛ ما يجعل المشروع قابلًا للتطوير بسهولة، بفضل قربه من التسهيلات الحالية.
وجرت عمليات الحفر بوساطة سفينة الحفر "فالاريس دي إس 9"، التي تعمل بأحدث التقنيات لضمان الكفاءة والسلامة، وتحمل هذه النتائج تطورًا ملحوظًا لمستقبل الطاقة في مصر، ولا سيما مع استعمال تقنيات حديثة ومتطورة من قِبل شركة إكسون موبيل.
سفينة الحفر فالاريس دي إس 9
استُعملت سفينة الحفر "فالاريس دي إس 9" (valaris Ds-9) في تنفيذ عمليات الحفر لبئر نفرتاري 1، وهي منصة بحرية متطورة تمثل قمة التقنية الحديثة في مجال الحفر البحري.
وتفقّد وزير البترول المصري كريم بدوي، السفينة خلال إحدى الجولات الميدانية، حيث أشاد بمعدلات الأداء والتنفيذ في مجالات الحفر، والصحة والسلامة، والبيئة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبدأت عمليات الحفر في ديسمبر/كانون الأول 2024، ونُفّذت باستعمال أحدث الابتكارات التقنيّة؛ ما يُبرز جدية الشركات العالمية واهتمامها بالفرص الواعدة التي تقدمها منطقة غرب البحر المتوسط.
موقع البئر
تقع بئر نفرتاري 1 في منطقة شمال مراقيا، على بُعد نحو 5 أميال من الساحل الشمالي لمصر، وتمثل هذه المنطقة امتيازًا مهمًا لشركة إكسون موبيل العالمية، التي تمتلك فيها حصة تشغيلية بنسبة 60%، في حين تشارك قطر للطاقة بحصة تبلغ 40%.
وتُعد منطقة شمال مراقيا واحدة من المناطق البكر في غرب المتوسط التي يجري فيها الحفر للمرة الأولى، ويهدف المشروع إلى تعزيز احتياطيات مصر من الغاز الطبيعي والهيدروكربونات.
معلومات عن بئر نفرتاري 1
بفضل الجهود المبذولة من قِبل شركة إكسون موبيل ووزارة البترول المصرية، جرى التوصل إلى عدد من المعلومات المميزة حول هذا الاكتشاف، وهي:
- عمق المياه: حُفرت البئر على عمق 1720 مترًا في البحر المتوسط.
- العمق النهائي: يصل العمق النهائي للبئر إلى 2700 متر؛ ما يسهل عملية الحفر والتنمية.
- النتائج الأولية: كشفت تسجيلات الآبار عن وجود طبقتين حاميتين للغاز في تكوين الكريتاسي.
- التقنيات المستعملة: استعملت إكسون موبيل تقنيات حديثة مثل معالجة البيانات السيزمية للتأكد من وجود الغاز.
- التسهيلات القريبة: موقع البئر قريب من تسهيلات قائمة، ما يُسرّع من تطوير المشروع والإنتاج.
الشركات المشغلة
تعمل شركة إكسون موبيل بصفتها المشغل الرئيس لمشروع بئر نفرتاري 1، وتمتلك حصة تشغيلية تبلغ 60%. أما شريكتها قطر للطاقة؛ فتسهم بنسبة 40%؛ ما يعكس التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال.
كما تعمل شركات أخرى، مثل شيفرون الأميركية، على تطوير مشروعات مماثلة في منطقة غرب المتوسط؛ ما يشير إلى الاهتمام المتزايد باستكشاف الغاز في مصر.
أثر الاكتشاف في قطاع الطاقة المصري
يعيد اكتشاف بئر نفرتاري 1 الأمل في تحقيق نمو كبير بقطاع الطاقة المصري؛ ففي ظل تراجع إنتاج الغاز إلى أدنى مستوياته منذ عام 2017، يمثل هذا الكشف دفعة قوية نحو زيادة الإنتاج المحلي واستعادة مكانة مصر بصفتها مركزًا رئيسًا للطاقة.
كما يُسهم هذا الإنجاز في تعزيز الصادرات إلى أوروبا؛ ما يقلل من الاعتماد على الواردات، وعلى ذلك، يُعد اكتشاف بئر نفرتاري 1 إنجازًا بارزًا لمصر في قطاع الطاقة، ويُبرز أهمية التعاون بين الحكومة والشركات العالمية لتطوير الموارد الطبيعية وتعزيز دور البلاد بصفتها محورًا رئيسًا للطاقة في المنطقة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
