قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أوضح أن الله يرفع المُتّضعين، مشيرًا إلى وجود صلة بين عيد الميلاد و عيد الغطاس. في عيد الميلاد، تُفتح صفحة جديدة للعالم، حيث يُقسم الزمن إلى ما قبل الميلاد وما بعده. وفي المعمودية أيضًا تحدث ولادة جديدة؛ إذ بعد الولادة الجسدية يتم الولادة بالروح من خلال المعمودية، مما يمنح الإنسان رابطة أعمق مع السماء.
البابا تواضروس الثاني عن أعماله الرحمة
وتحدث قائلاً إن على الإنسان، إذا أراد أن يكون ابناً لله، أن تعكس أعماله الرحمة. لقد أصبحت القلوب قاسية نتيجة الحروب والمجاعات، حتى باتت كالحجارة. فهناك من تتسم كلماتهم وقراراتهم بالجمود والغلظة، بينما يوجد أيضاً من يتحلون بالرحمة. نجد أن الله دائماً رحوم تجاه الإنسان، ولكن الإنسان في كثير من الأحيان يحمل قلباً قاسياً تجاه أخيه الإنسان.
البابا تواضروس الثاني عن الحرائق في أماكن عديدة بأمريكا
وأشار البابا تواضروس الثاني إلى وجود كنائس وخدام وكهنة في أماكن عديدة بأمريكا، إلا أن الوضع هناك مأساوي للغاية. لذلك تساءل: هل نذكرهم في صلواتنا؟ فما يحدث هناك أمر يبعث على الفزع. وهنا يأتي السؤال: هل قلوبنا تسند الآخرين وتشعر بهم؟ هل نملك إحساساً بالآخرين أم أننا افتقدنا ذلك؟ إذا امتلكنا قلوباً رحيمة، سنسمع حينها صوت الله يقول: نعماً أيها العبد الصالح والأمين.
أوضح قداسة البابا تواضروس الثاني أن من يرغب في أن يكون ابنًا محبوبًا لله، يجب أن يتحلى بالنقاء الداخلي ويملك روحًا مستقيمة. وأشار إلى أن الإنسان إذا امتلك لسانًا طاهرًا لا ينطق بالكلمات السيئة، فإنه بذلك يكون محبوبًا لدى الله. كما دعا إلى أهمية أن ينتبه المؤمنون خلال عيد الغطاس السنوي لتجديد عهودهم ووعودهم مع الله، والمحافظة على نقاء اللسان والعفة في القول.
وأضاف أن الشيطان خدع كثيرين عندما جعل بعض الناس يعتقدون أن القوة تكمن في الكلمات الجارحة أو الشريرة، بينما الحقيقة هي أنك بكلامك تتبرر وبكلامك تُدان. ولفت إلى أن من يريد أن يكون ابنًا لله عليه أن يتمسك بالأمانة، في كل جوانب حياته: في البيت، في العلاقات، في العمل، وفي المجتمع والوطن. فالأمانة الكاملة هي مفتاح نيل إكليل الحياة، وفقًا للوصية التي تقول إن الأمانة تمنح الحياة الأبدية. وأكد أن مفهوم الأمانة لا يقتصر على الجوانب المادية فقط، بل يمتد ليشمل الأمانة في الأفكار، الأقوال، والمشاعر.
