أخبار عاجلة

هل نجاح تحول الطاقة مرهون بالربحية؟.. دروس من الهيدروجين والرياح البحرية

هل نجاح تحول الطاقة مرهون بالربحية؟.. دروس من الهيدروجين والرياح البحرية
هل نجاح تحول الطاقة مرهون بالربحية؟.. دروس من الهيدروجين والرياح البحرية

لم يعد تحول الطاقة يقتصر على حجم الإنفاق المطلوب لتحقيقه، بل بات معادلة معقّدة تجمع بين الجدوى الاقتصادية، والعوائد الاستثمارية، ودعم السياسات.

فقد سلّط تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- الضوء على أن التطورات الحاصلة في العام المنصرم أثبتت حقيقة مفادها أن أهداف التحول لن تتحقق إلّا إذا تمكنت استثمارات الطاقة النظيفة من تحقيق عوائد مالية تتناسب مع المخاطر، وتلبي توقعات الشركات والمستثمرين.

ومع دخولنا العام الجاري، أصبح من الضروري تحقيق توازن بين ما تقدّمه الحكومات من تسهيلات والمردود المالي الذي تطمح إليه الأسواق للإسهام في حل تغير المناخ.

وتجسّدت هذه التحديات بوضوح في قطاعات الهيدروجين والرياح البحرية، بعدما أظهرت على مدار العام الماضي أن التحديات التي تواجهها تتطلب استجابة جريئة وفعّالة من جميع الأطراف المعنية، لضمان التوازن بين المخاطر والعوائد.

ارتفاع تكلفة إنتاج الهيدروجين مثالًا

تشير البيانات إلى ارتفاع تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر 35% في المتوسط مقارنة بالعامين الماضيين، بحسب تقرير صادر عن بلومبرغ نيو إنرجي فايننس.

وحاليًا، تتراوح التكلفة بين 3.74 و11.70 دولارًا للكيلوغرام، إذ تتباين بناءً على الموقع الجغرافي والعوامل الأخرى التي تؤثّر في عمليات الإنتاج.

وهذه التكلفة تتجاوز بكثير تكلفة إنتاج الهيدروجين الرمادي، التي تتراوح بين 1 و3 دولارات للكيلوغرام، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وثمة أسباب تقف وراء ارتفاع تكاليف إنتاج الهيدروجين الأخضر، أهمها:

  • ارتفاع تكلفة تمويل تركيب أجهزة التحليل الكهربائي، حيث تتراوح الآن بين 2000 و2500 دولار للكيلوواط، مقارنةً بالرقم المُقدَّر سابقًا 1000-1600 دولار للكيلوواط.
  • ارتفاع التكاليف التشغيلية نتيجة الاستثمار الهائل في أجهزة التحليل الكهربائي، حيث تُظهر مصادر الطاقة المتجددة انخفاضًا في قدرة الإنتاج، ويمكن أن تتجاوز تكلفة الكهرباء تكلفة جميع مكونات منشأة الهيدروجين الأخضر.
  • تطوير البنية التحتية لدعم تخزين الهيدروجين ونقله يتطلب استثمارات ضخمة.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور إنتاج الهيدروجين منخفض الانبعاثات منذ 2021 حتى 2024:

إنتاج الهيدروجين منخفض الانبعاثات (2021-2024)

لم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، فقد أظهرت مناقصة للأمونيا أجرتها مؤسسة "إتش 2 غلوبال" الألمانية العام الماضي، أن أسعار واردات الأمونيا الخضراء تضاعفت مقارنةً بالأمونيا الرمادية في غرب أوروبا.

ويشير ذلك إلى أن الهيدروجين الأخضر لن يتمكن من منافسة الهيدروجين الرمادي في العديد من الأماكن حول العالم حتى عام 2050.

كما يبرز التحديات الضخمة التي قد تواجه المستهلكين الصناعيين والمُنتِجين المحتملين للهيدروجين، والذين بحاجة إلى استثمار طويل الأمد يمتد لعقود في الحلول النظيفة، أبرزها:

  • تحقيق العوائد المرجوّة يعتمد على السياسات الحكومية، مثل تسعير الكربون والدعم المالي المستمر.
  • استعمال الهيدروجين في قطاعات، مثل الأسمدة والكيماويات والصلب، يتطلب وجود حوافز وتنظيمات طويلة الأجل لدعم الشركات والمستثمرين.

دروس من استثمارات الرياح البحرية

على النقيض، شهدت صناعة الرياح البحرية تحولًا ملحوظًا في أواخر العقد الأول من القرن الـ21، مع ظهور مشروعات دون دعم حكومي في أوروبا، ما أثار اهتمامًا عالميًا، لا سيما في الولايات المتحدة وآسيا.

فقد طبّقت الحكومات مزادات لمنح عقود شراء الكهرباء على العروض الأكثر تنافسية، حيث كان على المطورين التنافس -أيضًا- على حقوق تأجير قاع البحر وتقديم مزايا إضافية لتعزيز جاذبية العروض.

وبحسب التقرير، ساعدت هذه الإستراتيجية في خفض أسعار الكهرباء النظيفة، لكنها ألقت بظلالها على بعض الشركات.

وقبل ارتفاع معدلات التضخم في 2022-2023، تراجعت هوامش ربح مصنّعي توربينات الرياح بسبب رغبة العملاء في توربينات أكبر وأكثر كفاءة.

ومع ارتفاع التكاليف، فشلت مزادات في دول عديدة، آخرها في الدنمارك، وتعرَّض العديد من المشروعات للإلغاء في الولايات المتحدة وأسواق أخرى.

وفي ظل هذا الوضع، قررت بعض شركات النفط والغاز تقليص استثماراتها في طاقة الرياح البحرية، وقد يكون هذا أمرًا إيجابيًا للصناعة، حيث يساعد في تقليل المنافسة، ويُبرز الحاجة إلى سياسات تشجع الاستثمار من القطاع الخاص، بحسب التقرير.

محطة رياح بحرية تعزز تحول الطاقة
محطة رياح بحرية - الصورة من إكوينور

دور المؤسسات المالية في تحول الطاقة

بالإضافة إلى ما سبق، تؤدي المؤسسات المالية دورًا محوريًا في عملية تحول الطاقة، حيث التزم مؤخرًا عدد من البنوك الكبرى، مثل، جي بي مورغان وسيتي وآر بي سي، بنشر نسب تمويل الطاقة النظيفة مقارنة بالوقود الأحفوري.

على سبيل المثال، وضع بنك بي إن بي باريبا هدفًا لتمويل الطاقة النظيفة بنسبة 90% بحلول عام 2030، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وهذه المبادرات تركّز على الحلول، مثل تطوير الطاقة النظيفة، بدلًا من الاقتصار على مشكلة الانبعاثات الناجمة عن الوقود الأحفوري.

وكشف التقرير أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب من الحكومات توفير الظروف الاقتصادية المناسبة التي تضمن عوائد مجزية على استثمارات تحول الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. دروس مهمة لتحول الطاقة في 2025 من بلومبرغ نيو إنرجي فايننس
  2. أسباب ارتفاع تكلفة الهيدروجين الأخضر من مقال نشرته منصة الطاقة المتخصصة
  3. رسم يوضح إنتاج الهيدروجين منخفض الانبعاثات من وحدة أبحاث الطاقة
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق جامعة الزقازيق تحتل المركز الثاني محليا وفقًا لتصنيف " Transparent Ranking" للجامعات 2025
التالى وزير التعليم يوقّع أقصى عقوبة إدارية ضد المدرسة الدولية صاحبة واقعة مشاجرة الطالبات