مع عودة عجلة منافسات دوري الأبطال إلى الدوران مجددًا فإن الأنظار ستتجه بشكل خاص إلى فريقي ريال مدريد ومانشستر سيتي (آخر بطلين للمسابقة بنظامها القديم) واللذين لم ينجحا حتى الآن في ضمان تأهلهما إلى دور الـ32 أو ملحق (البلاي أوف) المؤهل إلى الدور ثمن النهائي.
ويبدو كلا الفريقين بأمس الحاجة إلى تألق نجميهما الفرنسي كيليان مبابي وإيرلينغ هالاند في الجولتين الأخيرتين من مرحلة الدوري، من أجل مواصلة المشوار في البطولة ولو من بوابة الملحق، بدلاً من التأهل المباشر إلى دور الـ16.
ويملك اللاعبان اللذان يعتبران بنظر الكثيرين الأفضل في العالم وبأنهما سيخوضان صراعًا طويل الأمد فيما بينهما للفوز بالجوائز الفردية خلال السنوات المقبلة، خاصة مع بلوغهما سن النضج الكروي على غرار ذلك الصراع الطويل الذي دار ما بين البرتغالي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.
وتعقد جماهير ريال مدريد وكذلك مانشستر سيتي آمالاً كبيرة على نجميهما ليس فقط من أجل التأهل إلى الدور المقبل، وإنما المنافسة على لقب البطولة في النسخة الحالية، أما هواة الأرقام القياسية فهم يراهنون على أن مبابي وهالاند سينجحان في الوصول إلى أرقام رونالدو وميسي في مسابقة دوري الأبطال خاصة أن الأخيرين أصبحا خارج المنافسة عملياً بعدما تحولا للعب وإنهاء مسيرتهما الكروية في كل من السعودية والولايات المتحدة.
حصيلة مبشرة
بزغ نجم كيليان مبابي في الفئات العمرية لفريق موناكو وخاض مباراته الأولى مع الفريق الأول لفريق الإمارة في الثاني من ديسمبر عام 2015، وبعد قرابة عامين كان على موعد مع أول أهدافه الأوروبية حين سجل هدف موناكو الثاني في مرمى مانشستر سيتي في ملعب الاتحاد في مباراة الإياب لدور الـ16 التي انتهت بفوز السيتزنز (5-3)، ومن خلال هذا الهدف أصبح ثاني أصغر لاعب فرنسي يسجل هدفًا في تاريخ البطولة بعد مواطنه كريم بنزيما، وذك عن عمر 18 سنة و71 يومًا.
اقرأ المزيد
ومضى مبابي في مسيرة التألق ليصل إلى 50 هدفًا في دوري الأبطال سجلها في 79 مباراة مع كل من موناكو وباريس سان جيرمان وريال مدريد، إضافة إلى 27 تمريرة حاسمة.
بالمقابل فإن النرويجي إيرلينغ هالاند البالغ من العمر 24 عامًا، الذي يصغر مبابي بنحو عامين، فقد بدأ مسيرته في فريق مولده، لكنه انتظر حتى العام 2018 ليعب أول مباراة له في دوري الأبطال وذلك مع فريق ريد بول سالزبورغ النمساوي، وقد شكلت تلك المباراة أمام جينك البلجيكي مناسبة بحد ذاتها للعملاق النرويجي الذي تمكن من تسجيل ثلاثة أهداف في شوط المباراة الأول، ليكون اللاعب الوحيد في تاريخ المسابقة الذي يتمكن من تسجيل الهاتريك في أول شوط له في البطولة على الإطلاق.
ولم يكتف هالاند بذلك إذ نجح في المباراتين التاليتين من تسجيل هدف في مرمى ليفربول في ملعب انفيلد رود ومن ثم هدفين في مرمى نابولي في الجولة الثالثة، ليكون ثاني لاعب يافع لم يتم العشرين عامًا يسجل في أول ثلاث مباريات له على الإطلاق في المسابقة الأوروبية (بعد الفرنسي كرين بنزيما)، كما أن أهدافه الستة جعلته أكثر لاعب يسجل أهدافاً في أول ثلاث مباريات له، قبل أن يعزز أرقامه بهدف آخر في مباراة العودة أمام نابولي من ركلة جزاء ليصبح رابع لاعب في تاريخ المسابقة يحرز في أول أربع مباريات له في دوري الأبطال بعد كل من زي كارلوس، أليساندرو دل بييرو ودييغو كوستا.
أرقام هالاند لم تتوقف منذ ذلك الحين، حتى وصل إلى 45 هدفًا في 46 مباراة خاضها مع كل من ريد بول سالزبورغ وبوروسيا دورتموند وأخيراً مانشستر سيتي.
التسجيل بعد سن الثلاثين في دوري الأبطال
كان مبابي أسرع لاعب يصل إلى عتبة 40 هدفًا في تاريخ المسابقة وذلك بعد 59 مباراة فقط، إلى أن أتى هالاند وحطم هذا الرقم بعدما سجل هدفه الأربعين في مباراته الـ35 فقط.
وعلى الرغم من أن هذه الأرقام لكل من مبابي وهالاند تتفوق على ما حققه رونالدو وميسي في الفترة ذاتها، إلا أن المشكلة التي ستواجه النجمين الفرنسي والنرويجي ربما تتعلق بعدد الأهداف التي سيسجلها كل منهما بعد بلوغه سن الثلاثين، وهي الميزة التي تمتع بها رونالدو وميسي معًا.
ونجح رونالدو في تسجيل 68 هدفًا في دوري الأبطال بعد بلوغه سن الثلاثين، أي ما يقارب نصف الأهداف الـ141 التي سجلها في كامل مسيرته، فيما يأتي البولندي روبرت ليفاندوفسكي بالمركز الثاني بـ56 هدفاً من أصل 101 هدف سجلها بعد بلوغه الثلاثين من العمر، ويأتي الأرجنتيني ميسي في المركز الثالث بـ50 هدفاً من أصل 129 هدفًا.
اقرأ المزيد
ونجح رونالدو في تصدر لائحة هدافي المسابقة سبع مرات في مسيرته، كما أنه يحمل الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في موسم واحد لدوري الأبطال بـ17 هدفًا، لكن مع المعدل الحالي لأهداف مبابي وهالاند وحضورهما في فريقين كبيرين قادرين على المضي بعيداً في مسابقة دوري الأبطال كل سنة، إضافة إلى زيادة عدد المباريات التي يمكن لهما أن يلعباها في البطولة وفق النظام الجديد، يمكن أن يساعد اللاعبين الفرنسي والنرويجي على الاقتراب من أرقام رونالدو وميسي في المستقبل.
وبينما يرتبط مبابي بعقد مع ريال مدريد مدته خمس سنوات حتى العام 2029 حين سيصبح النجم الفرنسي في التاسعة والعشرين من العمر، فإن هالاند ربط نفسه بعقد طويل الأمد مع مانشستر سيتي حتى العام 2034 وحينها سيكون عمره 34 سنة.
