شهدت قائمة أكبر الدول الأفريقية المنتجة للنفط للخام في منظمة أوبك تحولات ملحوظة خلال عام 2024، وسط التزام بعض الدول بسياسة الخفض الطوعي لتحالف أوبك+، واضطرابات داخلية في بلدان أخرى.
وأظهرت بيانات حديثة -حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة ومقرّها واشنطن- ارتفاع متوسط إنتاج النفط الخام في كل من نيجيريا والغابون وغينيا الإستوائية، في حين تراجع إنتاج الجزائر وليبيا والكونغو.
واحتلت نيجيريا المركز الأول بقائمة أكبر الدول الأفريقية المنتجة للنفط في 2024، مع ارتفاع إنتاجها إلى 1.41 مليون برميل يوميًا، مقارنة بزيادة 7.1% عن مستواه البالغ 1.31 مليونًا عام 2023.
وانتعش إنتاج النفط في نيجيريا، مع نجاحها في مكافحة ظاهرة سرقة الخام والأعمال التخريبية المتفاقمة منذ سنوات، عبر حملات أمنية مكثفة على إقليم دلتا النيجر الغني بالنفط، لحماية خطوط الأنابيب والمرافق.
وتستهدف وزارة النفط النيجيرية تضاعف إنتاج النفط إلى 3 ملايين برميل يوميًا في عام 2025، وهو هدف طموح للغاية مقارنة بمستوى الإنتاج الحالي.
إنتاج النفط في ليبيا عام 2024
على عكس نيجيريا، انخفض إنتاج النفط الخام في ليبيا إلى 1.11 مليون برميل يوميًا خلال عام 2024، مقارنة بنحو 1.16 مليونًا عام 2023، لتحل في المركز الثاني بقائمة أكبر الدول الأفريقية المنتجة للنفط في أوبك.
وفيما يلي بيانات الدول الأفريقية المنتجة للنفط الخام داخل أوبك في عام 2024:
- نيجيريا: 1.41 مليون برميل يوميًا.
- ليبيا: 1.11 مليون برميل يوميًا.
- الجزائر: 907 آلاف برميل يوميًا.
- الكونغو: 225 ألف برميل يوميًا.
- الغابون: 212 ألف برميل يوميًا.
- غينيا الاستوائية: 57 ألف برميل يوميًا.
ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تحولات أكبر الدول الأفريقية المنتجة للنفط في 2023-2024:
ويرجع السبب الرئيس في انخفاض إنتاج ليبيا إلى تكرار إغلاق حقول النفط الرئيسة خلال عام 2024، على خلفية تجدد الانقسامات والصراعات السياسية بين حكومتي الشرق والغرب.
وعلى سبيل المثال، تعرّض حقل الشرارة النفطي الذي ينتج قرابة 300 ألف برميل يوميًا للإغلاق أكثر من مرة خلال العام، كما أعلنت حالة القوة القاهرة في جميع الحقول والمواني النفطية في 27 أغسطس/آب الماضي، بسبب خلافات حول تغيير قيادة مصرف ليبيا المركزي.
ولم ترفع هذه الحالة إلا بعد أكثر من شهر؛ ما أدى إلى هبوط إنتاج النفط الليبي بشدة ليصل إلى 540 ألف برميل يوميًا، وهو أدنى مستوى منذ جائحة كورونا عام 2020، لكنه سرعان ما انتعش خلال أكتوبر/تشرين الأول، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وليبيا ليست من الدول التي ينطبق عليها سياسة تحالف أوبك+ للخفض الطوعي للإنتاج، لأسباب متصلة بانخفاض إنتاجها الأصلي أدنى من الحصص المقررة في أوبك، بسبب هذه الاضطرابات المستمرة منذ عام 2011.
إنتاج النفط في الجزائر 2024
على عكس ليبيا، تلتزم الجزائر بسياسة تحالف أوبك+ في الخفض الطوعي، ما يفسّر تراجع إنتاجها إلى 907 آلاف برميل يوميًا خلال العام الماضي، مقارنة بنحو 973 ألفًا عام 2023، لتحل ثالثةً بقائمة أكبر الدول الأفريقية المنتجة للنفط في 2024، داخل أوبك.
ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور إنتاج الجزائر من النفط الخام منذ عام 2009 حتى عام 2024:
وتشارك الجزائر بالتخفيضات الطوعية لعدة دول من تحالف أوبك+، بمقدار 51 ألف برميل يوميًا ضمن الخفض الإجمالي البالغ 2.2 مليون برميل يوميًا منذ يناير/كانون الثاني 2024 ومستمر لنهاية الربع الأول من 2025، إلى جانب 48 ألفًا ضمن تخفيضات طوعية بدأت مايو/أيار 2023، بإجمالي 1.6 مليون برميل يوميًا.
ومن المتوقع بقاء إنتاج الجزائر عند مستوى 908 آلاف برميل يوميًا حتى نهاية مارس/آذار 2025، وسط توقعات بتخفيف هذه التخفيضات تدريجيًا حتى نهاية العام.
بينما يُتوقع عودة إنتاج النفط الجزائري فوق مليون برميل يوميًا بحلول عام 2026، مع انتهاء تطبيق التخفيضات الطوعية بالكامل.
إنتاج النفط في الكونغو والغابون
حلّت الكونغو في المركز الرابع بقائمة أكبر الدول الأفريقية المنتجة للنفط في أوبك خلال 2024، مع انخفاض إنتاجها إلى 255 ألف برميل يوميًا، مقارنة بنحو 261 ألف برميل يوميًا عام 2023.
بينما حلت الغابون في المركز الخامس، مع زيادة إنتاجها من 203 آلاف برميل يوميًا في عام 2023، إلى 212 ألفًا العام الماضي.
أما الدولة الأفريقية السادسة العضوة في أوبك وهي غينيا الاستوائية؛ فإن إنتاجها لم يتجاوز 57 ألف برميل يوميًا في عام 2024، بزيادة ألف برميل يوميًا فقط عن عام 2023.
ويُشار إلى أن أنغولا ومصر من أكبر منتجي النفط في أفريقيا من خارج أوبك، ووصل إنتاجهما في 2024 إلى:
- أنغولا: 1.18 مليون برميل يوميًا.
- مصر: 570 ألف برميل يوميًا.
ويشار إلى أن أنغولا كانت عضوة في منظمة أوبك حتى 21 ديسمبر/كانون الأول 2023، عندما قررت الانسحاب، بعد سلسلة من الخلافات مع المنظمة حول حصص إنتاج النفط، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
