وصف الباحث في الشؤون العربية، علي رجب، الكلمات التي هنأ بها أحمد الشرع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد، بالغزل المفرط، موضحا في تصريحات للرئيس نيوز أن الشرع ومن يقفون وراءه يعلمون جيدا مل الذي يريدونه من الإدارة الأمريكية بشكل عام ومن الرئيس ترامب بشكل خاص. لافتا إلى أن الشرع شخص براجماتي قادر على التماهي مع مجريات الأمور، وأن تركيا هي من توجهه في جميع تصرفاته.
قال رجب: “لو أن الشرع شخص دوجما لما فعل ذلك فالأمريكان هم من اعتقلوه في سجن بوكا إبان الغزو الأمريكي للعراق، لذلك يمكن القول إن جميع التصرفات البرجماتية للشرع يكسو عليها البصمات التركية”.
وهنأ القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) الرئيس الأميركي دونالد ترامب على توليه رئاسة الولايات المتحدة، مبديا ثقته بقدرته على إحلال "السلام والاستقرار" في الشرق الأوسط.
ونشرت القيادة الجديدة رسالة باللغة الإنجليزية، جاء فيها "باسم قيادة وشعب الجمهورية العربية السورية، أهنئ السيد دونالد ترامب على تنصيبه الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأميركية".
وأضافت الرسالة "نحن على ثقة بأنه القائد الذي سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط ويعيد الاستقرار إلى المنطقة. ونتطلع إلى تحسين العلاقات بين البلدين بناء على الحوار والتفاهم"، وأنه في عهد الإدارة الأميركية الجديدة "ستستفيد الولايات المتحدة وسوريا من الفرصة لإقامة شراكة تعكس تطلعات البلدين".
يشير الباحث في الشؤون العربية، علي رجب، إلى أن تركيا هي من تخطط وتدير الأمر حاليا في سوريا، يضيف: "للأسف الهيمنة على سوريا انتقلت من إيران إلى تركيا، ولا بد للدول العربية المركزية (مصر والسعودية والجزائر) أن يكون لهم خططا للتداخل مع سوريا لحفظ هويتها وامتدادها وبعدها العربي.
مشيرا إلى أن تركيا والإدارة السورية الجديدة تعلمان أن أمريكا تريد إبعاد روسيا وإيران عن سوريا، وحرمان روسيا من المياه الدافئة على المتوسط. وفي ذات الوقت تريد تركيا تفكيك قوات وحدات حماية الشعب الكردية، وإنهاء أي فرص لإقامة منطقة حكم ذاتي للأكراد في سوريا، لذلك سيكون هذا هو محور النقاش والتفاهمات بين الأطراف كافة.
وأدى ترامب، الاثنين، اليمين الدستورية ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأميركية، خلفا للرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، في حين أدى جيمس ديفيد فانس اليمين الدستورية نائبا للرئيس.
وفي خطاب تنصيبه، قال ترامب إن العالم كان عنيفا خلال الفترة السابقة، وإن إدارته الجديدة ستضع حدا لكل الحروب، مضيفا أن العهد الذهبي للولايات المتحدة بدأ، وسأضع أميركا أولا.
وفي الثامن من ديسمبر 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وتسعى السلطات الجديدة إلى توفير موارد مالية لإعادة بناء البلاد عقب نزاع امتد لأكثر من 13 عاما، وأسفر عن مقتل نحو نصف مليون شخص وتهجير الملايين ودمار واسع.
وطالب مسؤولون سوريون خلال الأسابيع الماضية برفع العقوبات التي فرضتها دول غربية على دمشق خلال حكم الأسد. وفي حين لاقت هذه الدعوة تأييد أطراف عرب وإقليميين، ربطت القوى الغربية تخفيف هذه العقوبات بالنهج الذي ستعتمده السلطات الجديدة في الحكم.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية في وقت سابق من يناير أن بعض الأنشطة في سوريا ستكون معفية من العقوبات خلال الأشهر الستة المقبلة لتسهيل الوصول إلى الخدمات الأساسية. لكن مسؤولين قالوا إنهم ينتظرون رؤية تقدمٍ قبل اتخاذ خطوات أوسع.