رافق حادثَ طعن أربعة إسرائيليين من قبل شاب مغربي يحمل بطاقة الإقامة الأمريكية، أمس الثلاثاء، انقسامٌ واسعٌ بين مؤدي هذه العملية ومعارضيها بالمملكة.
وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، “أصيب أربعة أشخاص، أحدهم في حال خطرة، الثلاثاء في هجوم بالسكين في تل أبيب، قُتل منفّذه وفق جهاز الإسعاف الإسرائيلي”.
وجاء في بيان لنجمة داود الحمراء (جهاز الإسعاف الإسرائيلي)، وفق المصدر، أنه قد “تم القضاء على الإرهابي”، وفق توصيفه.
في المقابل، أشادت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، في بيان لها، بعملية الطعن التي نفذها الشاب المغربي الحامل لبطاقة الإقامة الأمريكية، وقالت إنها “كانت بطولية”.
وتابع بلاغ الحركة الفلسطينية: “تأتي هذه العملية كرد طبيعي بعد ساعات من ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى خلال عدوان الاحتلال على جنين، في رسالة بليغة أن الدم بالدم، وأن يد المقاومة ستضرب بكل قوة في عمق هذا الكيان الغاصب”.
ويأتي هذا الحادث غداة إعلان الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، عن عملية عسكرية واسعة بجنين الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة، ومن دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة منذ الأحد الماضي.
عبد الإله بنعبد السلام، عضو قيادي في الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، قال إن “الإرهاب هو ما يمارسه الكيان الصهيوني منذ 76 سنة ضد الشعب الفلسطيني من خلال مجازر عديدة، وخاصة الإبادة الجماعية الأخيرة على غزة ولبنان”.
وأضاف بنعبد السلام، في تصريح لهسبريس، أن ما قام به هذا المغربي “رد فعل طبيعي على هذه الجرائم، وعمل يدخل في إطار التعبير عن الاحتجاج ضد ممارسات الكيان في حق الأطفال والنساء بغزة بدعم من الغرب”.
وشدد المتحدث عينه على أن “هذا العمل ليس بالإرهابي؛ بل دفاع ونضال وتضامن إلى جانب الشعب الفلسطيني”.
وحول انتقادات تشجيع مثل هذه العمليات، أردف العضو القيادي في الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع أن مكان الواقعة “هي أرض بها مستوطنون يحتلون منازل وممتلكات الفلسطينيين”.
على صعيد آخر، أصدرت جمعية “مغرب التعايش”، التي تضم شبابا مغاربة متضامنين مع إسرائيل، بيانا نددت فيه بالعملية.
وقال بلاغ الجمعية سالفة الذكر: “ندين بأقسى العبارات العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف مدنيين أبرياء في إسرائيل، ونؤكد على موقفنا الثابت والرافض لكل أشكال العنف والإرهاب”.
فيصل مرجاني، الرئيس المؤسس لجمعية “مغرب التعايش”، قال إن “من يدعمون هذه الأعمال يشجعون ويعطون فرصة للناس من أجل ارتكاب العنف ضد المدنيين”.
وأضاف مرجاني، في تصريح لهسبريس، أن “دعم هذه الأعمال بالمغرب “يجعل الناس أمام خطاب العنف، وسيدفع بسبب غياب طرق السفر لإسرائيل لارتكاب العنف ضد اليهود بالمملكة”، وفق تعبيره.
وحذر المتحدث عينه من “خطورة هذا الخطاب ووصف مرتكب العملية بالشهيد، في ظل وضوح قانوني مغربي يجرم الإشادة بالإرهاب، يماثله على المستوى الدولي”، لافتا إلى أن “مرتكب العملية يطرح تساؤلات واسعة عن من قام بتحريضه حول الأمر”.
وختم مرجاني قائلا: “التضامن مع أية قضية ليس بجريمة؛ بل الوصول إلى مستويات الذهاب لارتكاب جرائم ضد المدنيين بسببها هو الخطأ”، داعيا النيابة العامة إلى “التدخل الصارم حول هذا الأمور الخطيرة التي تمس الأمن العام وتشجع الإرهاب والكراهية والعنف”، وفق تعبيره.