"تيك توك"تجارة بالذنوب أم حرية تعبير.. وما حكم المال المكتسب؟.. أسامة قابيل يُجيب

تُعد السوشيال ميديا سلاح ذو حدين.. وما يحدث على بعض حسابات التيك توك فساد في الأرض ومجاهرة بالمعصية ، ولكن التوبة ممكنة بشروط.

هل يعتبر المحتوى الذي ينشر على التيك توك من رقص وكلمات بذيئة بابا للفساد في الأرض؟

كشف الدكتور أسامة قابيل، أحد علماء الأزهر الشريف، في حوار خاص لـ"مصر تايمز"  إن المنصات الرقمية مثل "تيك توك" سلاح ذو حدين، قد تكون بابًا للعلم والتعارف والتسويق النظيف، لكنها أصبحت عند كثير من الناس وسيلة لنشر الرقص والكلمات البذيئة، والمجاهرة بما يخالف الحياء والدين، وهو ما يعد من أبواب الفساد في الأرض، محذرًا من خطورة التهاون في هذه السلوكيات.

هل يعتبر ذلك مجاهرة بالمعصية؟

أوضح الدكتور قابيل أن ما نراه من مظاهر خدش الحياء، ونشر ما يستحي الناس من ذكره علنًا، يدخل في قوله تعالى: ﴿إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة﴾، وقوله سبحانه: ﴿ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولًا﴾. 

ما تعليقك على من يعتبر ان هذه التصرفات الخارجة على منصة التيك توك حرية شخصية ؟.

نعم "حرية"، لكنك مسؤول أمام الله عن سوء استخدامك لهذه الحرية، فإذا تحولت إلى مجاهرة بالمعصية أو أذية للناس أو نشر للفجور، فهي محاسبة شرعية قبل أن تكون "قانونية"، مستشهدًا بقول النبي ﷺ"كل أمتي معافى إلا المجاهرين".

وأضاف "قابيل" كثير ممن يدّعون أن ما يفعلونه حرية، يتناسون قول الله تعالى في سورة الحجرات ﴿أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾، فهذا التصوير الإلهي البليغ للغيبة ، فضلًا عن السباب والسخرية والتنمر و يصفها بأنها كأكل لحم أخيه ميتًا، وهو أمر تنفر منه الفطرة السليمة، فكيف بمن ينشرها على الملايين دون خجل ولا توبة؟!. 

ما حكم الشرع في المال المكتسب من وراء هذه المنصة.. حلال ام حرام؟

إذا كان المال جاء من طريق محرم، سواء كان محتوى خادشًا أو خداعًا أو تحريضًا على الفساد، أو من غسل الأموال فهو مال خبيث لا بركة فيه، ولا يصح التمتع به، ويجب التوبة منه، ورد الحقوق لأصحابها إن وُجدت، أو التصدق بها في وجوه الخير، لأنه "لا يُتقرّب إلى الله بمال حرام"، داعيًا إلى تطهير الكسب، والتوبة النصوح، والتوقف عن كل محتوى مسيء أو مريب.

وجه رسالة ل"تيك توكرز" ومن يتابعهم ؟

يا من فُتِنتم بالبث والشهرة، راقبوا الله في السر والعلن، وارجعوا قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه ندم، باب التوبة مفتوح، لكن بشروطه، وقد قال الله: ﴿فمن تاب وآمن وعمل عملًا صالحًا فأولئك يبدّل الله سيئاتهم حسنات)، واعلموا أن الكلمة مسؤولية، والصورة أمانة، والمشاهدون أمانة، فلا تكن سببًا في فتنة الناس أو انحرافهم".
ورسالتي لأبناء وبنات مصر، السوشيال ميديا للتعارف، مثل قول الله تعالى (وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا)، فالسوشيال للتعلم، للتسويق النظيف، لبناء مستقبل.. ليس لنشر الفساد والضحك على حساب الدين والكرامة، وكل شخص  شارك في المحتوى هذا ، سواء بصوت أو صورة أو حتى متابعة، يُراجع نفسه، ويُرجع لربه، فباب التوبة مفتوح، والله يقبل من الجميع بشرط الإقلاع، والندم، والعزم على عدم العودة، الله يرزقنا الحلال، ويجعلنا من أهل الصلاح، ويحفظ بلدنا من الفتن "ما ظهر منها وما بطن".