ما الدليل على وجود الله؟.. أمين العالمي للطرق الصوفية يكشف عظمة الخلق

الدكتور عبدالحليم العزمي

نشر الدكتور عبدالحليم العزمي، الأمين العام للاتحاد العالمي للطرق الصوفية، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تأملًا عميقًا في دليل وجود الله سبحانه وتعالى من خلال التفكير في خلق الإنسان ذاته.

وجاءت رسالة العلّامة الصوفي لتسلط الضوء على عظمة النظام الذي يحيط بنا، وعلى إبداع الخلق الإلهي الذي يكمن في كل ذرة من كياننا البشري، حيث بدأ بتقديم وصف تفصيلي للجسم البشري، موضحًا أن كل إنسان يحمل في جسده أكثر من 20 تريليون خلية، تعمل بتناغم مذهل، وتحتوي كل خلية على نظام تشفير معقد ومذهل يتمثل في الشيفرة الوراثية (DNA)، التي تعد بمثابة "خارطة عمل" متقنة صُممت بدقة بالغة.

ثم انتقل الدكتور "العزمي" إلى الحديث عن العين البشرية، التي وصفها بأنها تحمل نظام تصوير لا مثيل له في الدقة والتميز، وتتمكن العين من تصوير الألوان وتحليل الصور المتحركة والثابتة بسرعة خيالية، ثم يتم إرسال هذه الصور إلى الدماغ لتحليلها ومعالجتها في أقل من ثانية، مشيرًا إلى أن هذا النظام البصري، رغم تعقيده، يعمل دون توقف أو صيانة، مما يجعله دليلًا قاطعًا على وجود خالق مبدع.

كما تناول الدكتور عبد الحليم العزمي، القلب البشري، ذلك العضو الذي يعمل باستمرار منذ لحظة ولادة الإنسان وحتى وفاته، بلا أي تدخل أو صيانة خارجية، موضحًا أن القلب ينبض مليارات المرات في حياة الإنسان، ويضخ الدم إلى كل أنحاء الجسم بكفاءة مذهلة، مما يجعل منه معجزة تستدعي التفكير والتأمل.

واستكمل الدكتور "العزمي" حديثه بالإشارة إلى العقل البشري، الذي يعد مركز الذكاء والتحليل والإبداع، وما زال يحمل غموضًا كبيرًا لم يتمكن العلماء من فك شفراته بالكامل حتى الآن رغمًا عن آلاف الرسائل العلمية المحكمة التي كُتبت فيه، ورغم ذلك فإن العقل يقود الإنسان لتحليل كل ما حوله، متسائلًا أحيانًا عن دليل وجود الخالق، بينما الدليل يكمن داخله!.

وأشار الأمين العام للاتحاد العالمي للطرق الصوفية إلى اللسان، الذي يتحرك بفضل ارتباطه بـ 17 عضلة مع الفك، ليساعد الإنسان على النطق والكلام بطريقة مدهشة.

واختتم الدكتور عبد الحليم العزمي رسالته بطرح تساؤل مؤثر يعكس التناقض في طبيعة الإنسان، كيف لإنسانٍ يمتلك كل هذه الأدلة الحسية والمعجزات في جسده أن يسأل عن دليل وجود الخالق؟، وتساءل، هل الإجابة الأنسب على هذا التساؤل هي قول الله تعالى: "وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ"، [الذاريات: 21]، أم الآية التي تصف كفر الإنسان وعجبه، "قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ" [عبس: 17]؟.