ارتفعت واردات مصر من الغاز المسال في 2024 إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2017، مع عودة البلاد مرة أخرى إلى الاستيراد بعد توقُّف دام 5 سنوات، متأثرة بانخفاض ملحوظ في الإنتاج.
واستوردت مصر نحو 2.50 مليون طن خلال عام 2024، حسب تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 2024"، الصادر اليوم عن وحدة أبحاث الطاقة، ومقرّها واشنطن.
وواجهت القاهرة خلال صيف 2024 أزمة كبيرة في قطاع الكهرباء بسبب عدم قدرتها على توفير الغاز الذي يعتمد عليه القطاع بنسبة تتجاوز 60%، وهو ما دفعها إلى العودة للسوق العالمية مستورِدةً، مع التوقف عن التصدير.
وتعاقدت البلاد رسميًا على وحدتين لإعادة التغويز بقدرة 750 مليون قدم مكعبة يوميًا لكل سفينة، في ظل اتفاقها على استيراد عدد كبير من شحنات الغاز المسال هو الأكبر في تاريخ مصر منذ سنوات.
أرقام واردات مصر من الغاز المسال في 2024
اقتصرت واردات مصر من الغاز المسال في 2024، على 7 أشهر فقط، ومع ذلك تخطّت الكمية التي استوردتها البلاد خلال 9 أشهر من عام 2018، وفقًا لما توضحه الأرقام التالية:
- يونيو: 72 ألف طن
- يوليو: 504 آلاف طن
- أغسطس: 410 آلاف طن
- سبتمبر: 435 ألف طن
- أكتوبر: 361 ألف طن
- نوفمبر: 352 ألف طن
- ديسمبر: 361 ألف طن
وفي شهر يونيو/حزيران 2024، عادت مصر إلى استيراد الغاز المسال لأول مرة منذ سبتمبر/أيلول 2018، بكمية 72 ألف طن، حسب تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 2024"، الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة.
ومن ثم قفزت الواردات إلى 504 آلاف طن مع ارتفاع الطلب من قطاع الكهرباء، نتيجة تخطّي درجات الحرارة معدلاتها الطبيعية.
وكان الرقم المسجل في يوليو/تموز الماضي عند 504 آلاف طن هو الأعلى لواردات مصر من الغاز المسال في 2024، بالتزامن مع تسجيل الشهر نفسه أعلى معدلات استهلاك الغاز في توليد الكهرباء منذ أغسطس/آب 2021.
وسجلت واردات مصر من الغاز المسال في 2024 أقل معدل شهري لها عند 352 ألف طن، خلال نوفمبر/تشرين الثاني، لتهبط بصورة عامة خلال الربع الأخير من العام، إذ لجأت البلاد إلى تأجيل أو إلغاء بعض شحنات الغاز المسال نتيجة هبوط الطلب المحلي وزيادة الأسعار عالميًا، مع انخفاض درجات الحرارة في آسيا وأوروبا.
ويوضح الرسم البياني التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- واردات مصر من الغاز المسال منذ 2015، التي يُظهر توقُّفها عن الاستيراد في 5 سنوات، ثم عودتها في 2024:
ويُشار إلى أن واردات مصر من الغاز المسال في 2024 قد تصل إلى 2.8 مليون طن، في حالة الأخذ في الحسبان الكمية التي استوردها الأردن لصالح القاهرة العام الماضي، البالغة 0.280 مليون طن، وفق بيانات وحدة أبحاث الطاقة.
ويأتي ذلك في إطار الاستغلال المشترك بين مصر والأردن لوحدة الغاز المسال العائمة في ميناء العقبة الأردني، بناءً على اتفاق موقّع بين شركة الكهرباء الوطنية الأردنية والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، ومن المقرر انتهاؤه في يونيو/حزيران 2025.
وبلغت واردات الأردن الإجمالية 0.824 مليون طن في 2024، تتضمن كميات لصالح إيجاس المصرية في 3 أشهر، كما يلي:
- أبريل/نيسان: 0.067 مليون طن
- مايو/أيار: 0.141 مليون طن
- يونيو/حزيران: 0.071 مليون طن
واردات مصر من الغاز المسال في 2024 حسب الدول
جاءت واردات مصر من الغاز المسال في 2024 من 5 دول، ولكن معظم الشحنات وصل من الولايات المتحدة الأميركية، حسب تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 2024"، الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة.
واستوردت مصر من الولايات المتحدة نحو 2.04 مليون طن من الغاز المسال، وهو ما يمثّل 81.6% من واردات البلاد خلال 2024.
وفي المركز الثاني، جاءت نيجيريا، مع تصديرها إلى مصر نحو 220 ألف طن، وتلتها إسبانيا بكمية بلغت 160 ألف طن من الغاز المسال.
كما استوردت مصر من غينيا الاستوائية نحو 70 ألف طن من الغاز المسال خلال العام الماضي، ونحو 10 آلاف طن من ترينيداد وتوباغو.
ويرصد الرسم البياني التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- واردات مصر من الغاز المسال في 2024 حسب الدول المصدّرة:
تطورات قطاع الغاز المصري في 2024
تشير تقديرات أولية من ملف الحصاد السنوي لوحدة أبحاث الطاقة، إلى أن إنتاج مصر من الغاز الطبيعي خلال 2024 قد انخفض إلى 4.4 مليار قدم مكعبة يوميًا، مقابل 5.5 مليار قدم مكعبة يوميًا في 2023، كما يرصد الرسم أدناه:
وفي المقابل، ارتفع استهلاك مصر من الغاز في توليد الكهرباء والتدفئة خلال العام الماضي إلى 5.9 مليار قدم مكعبة يوميًا، مقارنة بـ5.8 مليار قدم مكعبة يوميًا في 2023.
ودفع كل ما سبق البلادَ إلى وقف تصدير الغاز المسال بدءًا من مايو/أيار 2024، والعودة إلى الاستيراد، وسط مساعٍ كبيرة -حاليًا- لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي.
ونتيجة لذلك، تراجعت صادرات مصر بصورة حادّة إلى 0.540 مليون طن خلال العام الماضي -اقتصرت على 4 شهور فقط-، مقابل 3.38 مليون طن في 2023، بحسب أرقام وحدة أبحاث الطاقة.
ومن المقرر -بحسب وزارة البترول المصرية- أن تبدأ شركة إيني خلال شهر يناير/كانون الثاني الجاري الحفر في حقل ظهر لتنميته وزيادة إنتاجه، والعودة إلى مخططات الإنتاج المعتمدة.
كما بدأت عمليات حفر آبار البحث عن الغاز في منطقة غرب البحر المتوسط، وتتضمن شمال الضبعة لشركة شيفرون العالمية بحفر البئر خنجر 1، وشمال مراقيا لشركة إكسون موبيل بحفر البئر نفرتاري 1.
وفي السياق ذاته، تعمل البلاد على استيراد الغاز القبرصي في إطار سعيها لإعادة تصديره أو استعماله لتلبية احتياجات السوق المحلية لتعظيم القيمة المضافة في صناعات البتروكيماويات.
تقرير مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية
بدأت وحدة أبحاث الطاقة أول إصداراتها من تقرير مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في عام 2024، وتحديدًا الربع الأول (بداية أبريل/نيسان).
ويعدّ هذا التقرير أول إصدار عالمي يغطي البيانات الحديثة بعد نهاية كل ربع سنوي، وبحدّ أقصى أسبوعين.
وتعمل وحدة أبحاث الطاقة من مقرّها في واشنطن، إذ تُصدر عدّة تقارير دورية، أسبوعية وشهرية، إلى جانب الملف السنوي لحصاد أسواق الطاقة عربيًا وعالميًا.
ويمكن الاطّلاع على حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2024 وتوقعات 2025 عبر الضغط (هنا).
موضوعات متعلقة..
