بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يستعد لتثبيت سعر الفائدة في أول اجتماع بعد تنصيب ترامب

من المتوقع أن يعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن توقف مؤقت في خفض أسعار الفائدة يوم الأربعاء المقبل، 29 يناير الجاري، حيث يتطلع صناع السياسات إلى مواصلة معالجة التضخم تحت التدقيق الوثيق والصريح من قبل الرئيس دونالد ترامب.

ويعقد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول مؤتمرا صحفيا بشأن أحدث تحرك بشأن سعر الفائدة الفيدرالي، عقب اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية من 28 إلى 29 يناير.

وخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الإقراض الرئيسي بنسبة مئوية كاملة في الأشهر الأربعة الأخيرة من عام 2024، مشيرا إلى أنه سيتحرك بحذر أكبر في المستقبل وسط ارتفاع التضخم بعيدًا عن هدفه الطويل الأجل البالغ 2%.

وقال جيم بولارد، الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، لوكالة فرانس برس: "أعتقد أنهم لن يفعلوا شيئًا، وأعتقد أنه يجب عليهم عدم فعل أي شيء. أعتقد أن اللجنة في حالة جيدة جدًا الآن".

ويتلخص التحدي الذي يواجه بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع في كيفية التوقف مؤقتًا وتوصيل نهج يعتمد على البيانات بشأن التخفيضات المستقبلية دون إثارة غضب القائد الأعلى، الذي أعرب عن رغبته في خفض الأسعار.

وقالت ديان سوونك، كبيرة خبراء الاقتصاد في شركة كي بي إم جي، في مقابلة: "سيكون الهدف هو تقديم أقل قدر ممكن من الأخبار أثناء توقفهم، وهو ما يتم بثه بشكل جيد".

ووفقًا لبيانات من مجموعة سي إم إي، شهدت الأسواق المالية احتمالية تزيد عن 99% أن يصوت بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء المقبل على إبقاء أسعار الفائدة عند مستواها الحالي بين 4.25 و4.50 في المائة.

وكتب مايكل فيرولي، كبير خبراء الاقتصاد الأمريكي في جي بي مورجان، في مذكرة للعملاء نُشرت يوم الجمعة: "الأسبوع المقبل يجب أن يكون بداية مملة لعام مضطرب بالنسبة لبنك الاحتياطي الفيدرالي".

وانتقد ترامب بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل متكرر، الذي يتمتع بتفويض مزدوج من الكونجرس للعمل بشكل مستقل لمعالجة التضخم والبطالة.

وبعد عودته إلى منصبه، جدد ترامب هجماته على البنك المركزي الأمريكي.

وقال قطب العقارات الذي تحول إلى رئيس: "سأطالب بخفض أسعار الفائدة على الفور"، وأضاف لاحقا أنه سيصدر "بيانا قويا" إذا لم يستمع بنك الاحتياطي الفيدرالي ــ بقيادة رئيسه جيروم باول ــ إلى آرائه.

وأضاف: "أعتقد أنني أعرف أسعار الفائدة بشكل أفضل كثيرا مما يعرفونه. وأعتقد أنني أعرف بالتأكيد أفضل كثيرا من الشخص المسؤول في المقام الأول عن اتخاذ هذا القرار".

إن انتقادات ترامب العلنية لبنك الاحتياطي الفيدرالي وجيروم باول ــ الذي رشحه أولا لإدارة البنك المركزي الأمريكي ــ غير عادية، وتتعارض مع السياسة التي انتهجها معظم الرؤساء الأمريكيين في الآونة الأخيرة لتجنب الانتقادات العلنية للمؤسسة وصناع السياسات فيها أثناء وجودهم في مناصبهم.

وقال سوونك من شركة كيه بي إم جي عن قرار البنك بشأن أسعار الفائدة القادم: "لن يتقدم بنك الاحتياطي الفيدرالي على أي سياسات من جانب الإدارة الجديدة .. سوف ينتظرون ويرون كيف ستسير الأمور وكيف تؤثر بالفعل على الاقتصاد" .. "المخاوف من التضخم بسبب التعريفات الجمركية "مبالغ فيها".

ويأتي توقف الاحتياطي الفيدرالي المتوقع على خلفية ارتفاع طفيف في التضخم، مع سوق عمل قوية نسبيًا ونمو اقتصادي قوي.

في ديسمبر، قلص صناع السياسات في الاحتياطي الفيدرالي عدد تخفيضات أسعار الفائدة التي يتوقعونها في عام 2025 إلى متوسط ​​اثنين فقط، مع دمج البعض افتراضات حول السياسات الاقتصادية المحتملة لترامب في توقعاتهم، وفقًا لمحاضر الاجتماع.

منذ عودته إلى منصبه، أحيا الرئيس ترامب تهديداته بفرض تعريفات جمركية على شركاء الولايات المتحدة التجاريين بما في ذلك المكسيك وكندا والصين، وترحيل ملايين العمال، كما قال إنه يريد تمديد التخفيضات الضريبية المنتهية الصلاحية وتقليص البيروقراطية في إنتاج الطاقة.

يرى العديد من خبراء الاقتصاد أن التعريفات الجمركية ومقترحات الهجرة التي اقترحها ترامب تضخمية، مما قد يبقي الاحتياطي الفيدرالي في حالة توقف لفترة أطول إذا دخلت حيز التنفيذ.

وقال جيم بولارد، عميد كلية ميتش دانييلز لإدارة الأعمال بجامعة بيردو: "أعتقد أن القصة التي تقول إن التعريفات الجمركية تضخمية مبالغ فيها في الأسواق المالية" .. "لقد شاهدنا هذا الفيلم من قبل: كانت لدينا إدارة ترامب الأولى".

وأضاف: "إن تأثيرات النمو (الاقتصادي) هي في الواقع ما يدعو للقلق، ومعظمها يأتي من خلال قناة عدم اليقين وليس من خلال التأثيرات الفعلية للتعريفات الجمركية الفعلية.

وتابع: "أعتقد أن هذه الإدارة ستكون أكثر ملاءمة للأعمال التجارية، وقد تكون قادرة على القيام ببعض الأشياء على جانب إلغاء القيود التنظيمية. لذا ربما يكون هذا هو الشيء الذي قد يكون له التأثير الأكبر".