انضمت مسيرة كهربائية بحرية إلى أحدث أسلحة الحرب غير المباشرة، بين الصين من جهة، وتحالف "أوكوس" الذي يضم كلًا من: (أميركا، وبريطانيا، وأستراليا) من جهة أخرى.
ووفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتفاصيل التجربة، استُعملت فرق تمثّل البلدان الـ3 قاربًا لإطلاق المُسيّرة (طائرة دون طيار، ويطلق عليها أحيانًا "درون") تحت سطح الماء.
واختبرت دول "أوكوس" استعمال المسيّرة الكهربائية في أغراض بحرية ضمن أعمال الاستخبارات والحماية، عبر رصد أيّ تهديدات محتملة ومراقبتها والتخلص منها.
وبات التطور الصيني في تقنيات الطاقة النظيفة مصدر قلق لدول عدّة، خوفًا من السيطرة والهيمنة على تصنيع السيارات الكهربائية وأجهزة التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين ومعدّات الطاقة الشمسية، أو حتى المعادن.
مواصفات المسيرة الكهربائية البحرية
تعمل المسيرة الكهربائية البحرية ببطاريات عدّة، إذ تستعمل بطارية ليثيوم بوليمر بقدرة 62.5 كيلوواط/ساعة القادرة على تحمُّل الضغط، وبطاريات أخرى يمكن استبدالها خلال التشغيل.
وأطلق التحالف على المسيّرة -التي أنتجتها شركة كونغسبرغ النرويجية- اسم "هيوجن سوبرير"، وتمتاز بقدرتها على القيادة الذاتية تحت الماء والعمل في أعماق مختلفة حتى 6 آلاف متر.
ويبلغ وزن المسيرة 2.200 كيلوغرام، ويُقدَّر طولها بنحو 6.6 مترًا، حسب المواصفات التي استعرضها موقع إنترستنج إنجينيرنج.
وبجانب مراقبة البنية التحتية البحرية (مثل خطوط الغاز) وحمايتها، تتضمن مهام المُسيّرة: معالجة المعدّات البحرية والكشف عن الأسلحة أو المواد المتفجرة والتعامل معها.
وعزّز اختبار المسيرة -في إطار شراكة الدفاع بين دول "أوكوس" قرب أكبر قاعدة بحرية عالمية قبالة ساحل فيرجينيا بيتش في أميركا- إمكان تبادل البيانات والمعلومات بين دول التحالف، لحماية البنية التحتية المستقرة تحت سطح البحر لهذه الدول.
وبدأ الاختبار بإطلاق المُسيّرة من خلال قارب تجاري يحمل اسم "أيلاند برايد" التابع لشركة "أوشن إنفينيتي" الأميركية.
التقنيات ذاتية التشغيل
كشفت تجربة اختبار مسيّرة كهربائية بحرية تطورات حيوية في التقنيات ذاتية التشغيل، وتطويعها لأغراض حرب تقنية خفية بين الدول.
وأجرت المُسيّرة مسحًا بحريًا لرصد معلومات ونقلها لوحدة التحكم، واستُعملت هذه البيانات في مرحلة لاحقة لتشغيل وتوجيه مركبة أخرى عن بعد، مَعنيّة برصد الأجسام في عمق البحار والمحيطات.
وتعمل كل من المُسيّرة والمركبة عن بُعد، وهو اتجاه ظهر حديثًا في تصنيع السيارات الكهربائية عبر تعزيزها ببرامج القيادة الذاتية، وفق موقع "ديفينس بوست".
وأسهم اختبار المسيرة في توثيق ذلك، عبر استعمال المركبات القابلة للتشغيل عن بُعد، ومنها الأجهزة العاملة في المياه بمستويات مختلفة، بدءًا من تحت سطح البحر مباشرة حتى القاع.
وسجلت المُسيّرة سرعة قدرها 5.9 ميلًا/ساعة، بمدى يصل إلى 4.6 ميلًا، وقدرة على العمل لنحو 8 ساعات.
وتمنح إمكانات التشغيل الذاتي والتشغيل عن بُعد عوامل حماية للمسيّرة، وقدرة على تعزيز الانتقال والاتصال مع الأقمار الصناعية وغيرها بسهولة.
الحرب مع التقنيات الصينية
دفعت الحرب مع التقنيات الصينية دول تحالف أوكوس إلى دعم الابتكارات الدفاعية، وتوصلوا إلى "نظام تحكم مشترك" بحسب ما نقله موقع "بريكنج ديفينس" عن بيان أميركي.
وقادت دول التحالف تجربة تدريبية لمسيرة كهربائية بحرية لمدة 3 أسابيع خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي في خليج أسترالي، بهدف نشر تقنيات التحكم الذاتي وحماية الأعمال البحرية من الحروب الإلكترونية.
وبالإضافة إلى اختبار مسيّرة كهربائية بحريّة ذاتية التحكم، أخضع التحالف الثلاثي تقنيات أخرى تركّز على برمجيات البنية التحتية للتجربة.
وتأتي هذه المساعي في محاولة للّحاق بالتطور الصيني الفائق في هذه التقنيات، والسيطرة على سلسلة توريدها، ما يهدد أمن دول التحالف، طبقًا لما أورده موقع آسيا تايمز.
ويشمل ذلك: المسيرات والمركبات العاملة بالذكاء الاصطناعي، والقدرات السيبرانية، وغيرها من تقنيات الحرب الإلكترونية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- تفاصيل مسيرة كهربائية بحرية انضمت لتقنيات الحرب بين الصين وأوكوس، من إنترستنج إنجينيرنج.
- مركبة ذاتية القادة تعزز عمل المُسيّرة، من ديفينس بوست.
- نظام التجكم عن بعد المشترك لدول التحالف، من بربكينج ديفينس.
- منافسة الصين ودول التحالف على التقنيات البحرية ذاتية القيادة، من آسيا تايمز.
