تتسارع الأشغال في مشروع مدينة “محمد السادس طنجة تيك”، الواقعة بمنطقة عين الدالية غرب طنجة، حيث كشفت صور جوية حديثة نشرتها إحدى الشركات الصينية المشاركة في المشروع عن تقدم كبير في تهيئة المدينة.
المشروع، الذي أطلقه الملك محمد السادس، يهدف إلى إنشاء مدينة صناعية متكاملة ومستدامة وذكية، تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني، وستشكل منصة صناعية عالمية بمعايير حديثة.
تقدم ملحوظ ومشاريع قيد الإنجاز
تظهر الصور الجوية اكتمال بعض المناطق المخصصة للشركات الصناعية الكبرى، التي ستضم قطاعات متعددة تشمل صناعة عجلات السيارات والطائرات وغيرها. ومن بين المشاريع البارزة التي انطلقت بالفعل، مصنع شركة “سنتوري تاير” الصينية، التي حصلت على قطعة أرضية مساحتها 20 هكتار لتشييد مصنع عالي التقنية للإطارات، بميزانية استثمارية تصل إلى 297 مليون دولار أمريكي (نحو 3 مليارات درهم).
سيوفر هذا المصنع إطارات فائقة الجودة للسيارات والشاحنات والطائرات، مما يرسخ مكانة المغرب كمركز صناعي عالمي.
إلى جانب ذلك، حصلت الشركة الأمريكية متعددة الجنسيات “APTIV”، المتخصصة في تصنيع قطع غيار السيارات، على الضوء الأخضر لإنشاء مصنعها الجديد داخل المدينة، في خطوة تعزز التنوع الصناعي بالمشروع.
مدينة صناعية ذكية ومستدامة
يُركز مشروع طنجة تيك على دمج أحدث التقنيات لتطوير مدينة صناعية من الجيل الرابع، تمتد على مساحة 2167 هكتار، بقيمة استثمارية تقدر بـ9.5 مليارات درهم.
ويشمل المشروع إنشاء بنية تحتية متطورة تستوعب حوالي 200 شركة في شطره الأول، الذي يمتد على مساحة 467 هكتار، ويوفر حوالي 60 ألف وظيفة مباشرة.
ستضم المدينة قطاعات متنوعة مثل الطاقات المتجددة، التكنولوجيا الذكية، الصناعات الغذائية، صناعة السيارات والطيران، ما يعزز الديناميكية الاقتصادية للمغرب ومكانته في المنطقة الأورومتوسطية.
رؤية استراتيجية ومتابعة دقيقة
حظي المشروع منذ انطلاقه باهتمام كبير من مختلف المتدخلين، مع تعليمات واضحة بتسريع وتيرة الإنجاز.
ويُشرف على تطوير المدينة شركة “طنجة تيك سات للتنمية”، برأسمال 500 مليون درهم، بشراكة مع مستثمرين صينيين، مما يرسخ الشراكة المغربية-الصينية في تحقيق أهداف المشروع.
أفق واعد للمغرب الصناعي
عند اكتمال “محمد السادس طنجة تيك“، ستتحول المدينة إلى مركز اقتصادي صناعي حديث، يُعزز قدرات المغرب التنافسية على الصعيد الدولي، ويدعم تطلعاته للتحول إلى منصة صناعية رائدة في إفريقيا والعالم.