في مشهد تمزج بين الفرح والآلم احتشد الآلاف الفلسطينيين، اليوم الاثنين، عند شارع رشيد تزامناً مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتسريم، وذلك تمهيداً للعودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة، أو بالأحرى إلى ما تبقي من منازلهم التى تحولت إلى كتل من الركام والأنقاض.
رحلة العودة من الحرب إلى الدمار
وتداولت العديد من المقاطع الفيديو توثق لحظات نزوح الفلسطينيين حاملين الآلمهم وحزنهم وما تبقى من أمتعتهم للعودة إلى ديارهم في شمال المدينة الفلسطينية، يردد بعضهم "تكبيرات الله أكبر" وفي مشهد آخر يقشعر له الأبدان ويبكي الحجر طفلة صغيرة تحمل شقيقتها الأصغر على أكتافها خلال رحلة العودة وحين سؤالها عن ما تتمنها قالت صغيرة أخرى بجوارها "نفسنا نعيش".
حلم الطفل الفلسطيني الحياة!
فبات حلم الطفل الفلسطيني ليس التعلم بشكل أفضل أو حصوله على قدر قليل من الرفاهية، وإنما بات حلمه "أن يعيش" أن يستيقظ على شمس مشرقة وصوت العصافير، وليس غبار مبنى مهدم أو صوت صواريخ تحيط به من كل جانب.
واستمراراً لتعنت إسرائيل في سياسة الهدم والدمار، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن:" إسرائيل ستطبق بشكل حازم اتفاقات وقف إطلاق النار في قطاع غزة ولبنان، محذرا من أن "أي شخص يخالف القواعد أو يهدد قوات الجيش الإسرائيلي سيتحمل الثمن كاملا".
وأضاف كاتس في تغريدة عبر منصة "إكس": "لن نسمح بالعودة إلى واقع 7 أكتوبر".
هذا، وأكدت وزارة الداخلية في قطاع غزة لوكالة فرانس برس أن النازحين الفلسطينيين بدأوا بالعودة إلى شمال غزة، بعد الاختراق الذي حدث في المفاوضات مع إسرائيل الليلة الماضية.
وقال المسؤول إن "حركة النازحين الفلسطينيين بدأت عبر طريق الرشيد عبر الجزء الغربي من حاجز نتساريم باتجاه مدينة غزة والجزء الشمالي من قطاع غزة".
وذكرت التقارير أن الجيش الإسرائيلي يقوم بإخلاء الجزء الغربي من ممر نتساريم الذي يقسم غزة ويفصل شمالها عن جنوبها.
وبحسب اتفاق التهدئة، من المفترض أن يقوم الجيش الإسرائيلي في هذه المرحلة بـ"الانسحاب الكامل" شرق شارع الرشيد على الساحل، وتفكيك جميع المواقع والمنشآت العسكرية في المنطقة.
