ودّع الشعب الألباني الأرثوذكسي رئيس أساقفة ألبانيا أناستاسيوس في كاتدرائية قيامة المسيح في تيرانا، وسط أجواء من الحب العميق والاحترام الممزوج بالحزن والأسى. اكتظت الكنيسة بحضور مهيب شمل رؤساء الكنائس الأرثوذكسية حول العالم، الكهنة، الرهبان والراهبات، إضافة إلى رؤساء الدول، المسؤولين الحكوميين، شخصيات مرموقة، سياسيين، أكاديميين، وممثلين عن مؤسسات متعددة. كما حضر قادة المجتمعات الدينية ومئات من المؤمنين الذين حرصوا على تقديم وداع مهيب للرئيس الروحي الذي أعاد بناء الكنيسة المضطهدة وبذل جهوده كمبشر ولاهوتي وعالم، مخلصًا في خدمته لألبانيا بمحبة وتفانٍ استمرّا على مدى 33 عامًا.
جنازة رئيس أساقفة ألبانيا أناستاسيوس
ترأس غبطة بطريرك القسطنطينية برثلماوس خدمة الجنازة، بمشاركة القائم مقام رئيس أساقفة ألبانيا، نيافة الميتروبوليت يوأنس، وأعضاء المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية المستقلة في ألبانيا. كما شهدت صلاة التجنيز حضور عدد من الشخصيات الكنسية البارزة، من بينهم غبطة بطريرك الإسكندرية ثيؤدوروس، غبطة بطريرك القدس ثيوفيلوس، غبطة بطريرك بلغاريا دانيال، غبطة رئيس أساقفة أثينا يرونيموس، وغبطة رئيس أساقفة قبرص جيورجيوس.
المشاركون بجنازة رئيس أساقفة ألبانيا أناستاسيوس
كما شارك في المناسبة الميتروبوليت عمانوئيل متروبوليت خلقيدونية، الميتروبوليت جورج متروبوليت غينيا ممثلًا عن بطريركية الإسكندرية في أثينا، الميتروبوليت أنطوني أسقف فولوكولامسك ممثلًا عن بطريركية موسكو، الميتروبوليت إسحق بركات متروبوليت ألمانيا وأوروبا الوسطى ممثلًا عن الكنيسة الأنطاكية، والميتروبوليت نيفون أسقف تارغوفيشت ممثلًا عن بطريركية رومانيا. إضافة إلى ذلك، حضر وفد من الجماعات الرهبانية المقدسة في جبل آثوس، بما فيهم رؤساء أديرة سيمونو بيترا وزينوفوندوس.
كلمة رئيس الوزراء اليوناني
أشار رئيس الوزراء اليوناني إلى الدور المبارك الذي أدّاه المطران والدعم الذي قدّمه للجالية اليونانية المقيمة في ألبانيا. وأوضح أن اليونانيين والألبان ينعونه اليوم معًا، مؤكدًا أنه كان بمثابة جسر يربط بين الدولتين، وعلاقة صداقة تتخطى الحدود. كما وصفه بأنه دبلوماسي الحب عن جدارة.
الكنيسة الأرثوذكسية المستقلة في ألبانيا
تبقى الكنيسة الأرثوذكسية المستقلة في ألبانيا ممتنة بعمق لرئيس الأساقفة أناستاسيوس على جهوده العظيمة في النهوض بالكنيسة الألبانية وإعادتها للحياة بعد الدمار. امتد عمله ليشمل تطوير الكنيسة على المستويين الوطني والدولي، حتى صارت تحظى بمكانة متميزة بين نظيراتها من الكنائس الأرثوذكسية. لكن الأثر الأهم كان إعادة بناء “كنائس” لا تعد ولا تحصى داخل قلوب المؤمنين الأرثوذكس، الذين سيواصلون هذه الرسالة بنعمة الله ومعونته، مستلهمين من المسيرة التي بدأها.
