تترقب أكبر 5 حقول نفط وغاز في سوريا أعمال تطوير ضخمة، قد تمتدّ لعدّة سنوات، وذلك بعد تحرير الدولة من قبضة النظام السابق برئاسة بشار الأسد، الذي أسهم بشكل كبير في تراجع الإنتاج إلى أقل من 10% من مستوياته المعتادة.
وبحسب بيانات حقول النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن حقول النفط والغاز في سوريا تعرضت على مدى السنوات الـ10 الماضية لأعمال تدمير واسعة النطاق، أسهمت في انهيارها بشكل شبه كامل.
وتنتج أكبر 5 حقول نفط وغاز في سوريا، في الوقت الحالي، نحو 5% من إنتاجها قبل عام 2011، الذي شهد انطلاق الأحداث السياسية ضد نظام الأسد، التي أدت بدورها إلى معارك مسلحة بعد اللجوء إلى القوة العسكرية في مواجهة الاحتجاجات.
ويبلغ إنتاج النفط السوري -إجمالًا- نحو 15 ألف برميل من النفط الخام، سُجِّلَت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي 2024، وذلك انخفاضًا من نحو 385 ألف برميل يوميًا، سُجِّلت في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2010.
حقل العمر النفطي
في مقدمة أكبر 5 حقول نفط وغاز في سوريا، يأتي حقل العمر النفطي، الذي يعدّ بمثابة طوق النجاة لقطاع الطاقة في الدولة التي شهدت حروبًا على مدى 14 عامًا، وتخريبًا طال أهم القطاعات الحيوية، بما فيها قطاع الطاقة.
وتشير بيانات، اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، إلى أن الحقل النفطي يعدّ هدفًا إستراتيجيًا للحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا، التي تستعد لتطوير إمكاناته واستغلالها، لا سيما أنه تعرَّض للتدمير بعد تعرُّضه للهجمات المسلحة على مدى 10 سنوات، وسقوطه بأيدي التنظيمات المختلفة أكثر من مرة.
واحتلّ الحقل صدارة أكبر 5 حقول نفط وغاز في سوريا من حيث الإنتاج والمساحة، إذ يقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، ويبعد 10 كيلومترات شرق مدينة "الميادين" بمحافظة دير الزور، وهو مكتشَف منذ عام 1987،ويبلغ حجم احتياطياته، وفق تقديرات غير رسمية، نحو 760 مليون برميل من النفط الخام.
حقل التنك النفطي
بفضل احتياطياته البالغة 250 مليون برميل من النفط الخام عالي الجودة، جاء حقل التنك في المركز الثاني بين أكبر 5 حقول نفط وغاز في سوريا، لا سيما أن إنتاجه كان يمثّل -قبل الحرب- نحو 40% من إنتاج النفط السوري الإجمالي.
وقبل عام 2011، كان الحقل العملاق مع حقل العمر، مصدرين لنحو 85% من إنتاج البلاد من النفط الخام، ومن المتوقع أن تعوّل الحكومة الجديدة على تطويرهما، للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، من النفط والمشتقات النفطية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويقع الحقل في بلدة الشعيطات بريف دير الزور الشرقية، استثمرت الدولة السورية قبل 2011 إنتاجه لصالح تلبية حاجة السوق المحلية من المشتقات النفطية، إذ بلغ إنتاجه في عام 2016 نحو 4.2 مليون برميل، أي نحو 11 ألف برميل يوميًا، في حين بلغ إنتاجه في 2018 نحو 14.6 مليون برميل، أي 40 ألف برميل يوميًا.
حقل السويدية النفطي
يأتي حقل السويدية النفطي ضمن أكبر 5 حقول نفط وغاز في سوريا، إذ كان إنتاجه قبل عام 2011 يغطي نسبة كبيرة من الاستهلاك المحلي، بالإضافة إلى توجيه نسبة من إنتاجه إلى مخازن القوات المسلحة السورية، وبعض الصناعات، وقطاع التكرير.
وعلى الرغم من وقوعه في دائرة الحرب المباشرة قبل ديسمبر/كانون الأول 2024، اكتسب حقل السويدية أهمية متزايدة مع اكتشاف نحو 25 بئرًا للغاز الطبيعي، بجانب احتياطياته النفطية الكبيرة، التي تخرج معها كميات من الغاز المصاحب.
ويقع حقل السويدية بمدينة السويدية الواقعة بمنطقة المالكية في محافظة الحسكة، بالقرب من الحدود السورية العراقية، واكتُشِفَ في عام 1958، وكان ينتج ما يقارب ثلث إنتاج سوريا الإجمالي من النفط الخام، بفضل احتياطياته الكبيرة، البالغة نحو 248.5 مليون برميل (35 مليون طن).
وتعرَّض الحقل، المصنَّف بالمركز الثالث بين أكبر 5 حقول نفط وغاز في سوريا، خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، لعملية عسكرية تركية استهدفت محطة لمعالجة الغاز وأخرى لتوليد الكهرباء، بقنابل تحملها طائرات مسيّرة عن بعد، وهو ما خفض إنتاجه من 116 ألف برميل إلى 7 آلاف فقط.
حقل الشاعر للغاز الطبيعي
يُصنَّف حقل الشاعر ضمن أكبر 5 حقول نفط وغاز في سوريا، بفضل كونه أكبر حقول الغاز الطبيعي في البلاد، وهو حجر أساس لصناعة الغاز في ظل جهود التطوير التي أعقبت صراعات دامية على مدى السنوات الماضية.
ومن المتوقع أن يؤدي الحقل الغازي المهم دورًا حيويًا بدعم اقتصاد سوريا خلال السنوات المقبلة، في ظل حاجة البلاد إلى مصادر طاقة موثوقة، خاصة مع احتوائه على احتياطيات كبيرة، تُقدَّر -وفق معلومات غير رسمية- بنحو 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.
ويقع الحقل، المصنَّف ضمن أكبر 5 حقول نفط وغاز في سوريا، في محافظة حمص، شمال غرب مدينة تدمر، ويحدّه من الشمال حقل جحار للغاز، وقد بدأت جهود استكشافه في ستينيات القرن الماضي، وطُوِّرَ ليصل حجم إنتاجه في عام 2010 إلى نحو 35 مليون متر مكعب سنويًا.
حقل جحار للغاز
يعدّ حقل جحار للغاز واحدًا من أهم وأكبر 5 حقول نفط وغاز في سوريا، إذ اعتمدت عليه دمشق لسنوات طويلة في دعم خزينتها بالإيرادات، كما أنه أسهم بتلبية احتياجات البلاد من الطاقة، في توليد الكهرباء والصناعات المختلفة.
وبفضل موقعه الإستراتيجي -إذ يقع بمنطقة البادية غرب مدينة تدمر بمحافظة حمص- يعدّ الحقل قريبًا من شبكة خطوط الغاز الوطنية، وهذه ميزة لا تتوافر في كثير من الحقول، كما أنه يعدّ من الاكتشافات الحديثة، إذ أعلن نفسه للمرة الأولى في عام 2001.
وبحسب التقديرات غير الرسمية، التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، فإن حقل جحار يحتلّ موقعه بين أكبر 5 حقول نفط وغاز في سوريا، بفضل احتياطياته من الغاز الطبيعي، البالغة 25 مليار متر مكعب، بينما تذهب تقديرات أخرى إلى أنها قد تزيد إلى 30 مليارًا، بفضل اكتشافات ما تزال غير مطورة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
){kind=link}