اهتمام بحثي بعلاقة الانفعالات بالوظائف المعرفية جذب اهتمام دارسين مغاربة في كتاب جماعي جديد سيصدر عن اللجنة العلمية لجامعة القاضي عياض بمراكش، خلال شهر أبريل المقبل، يقارب علاقة الانفعالات بالوظائف المعرفية، إذ مع نهاية القرن العشرين تحولت النظرة الطبيعية للفرد من تجاهل الجوانب والقوى الانفعالية التي تنظر إليها على أنها تؤثر على سلوكاتنا في الحياة اليومية، وتعيق مجمل اشتغال السيرورات المعرفية، إلى الاهتمام بهذه الجوانب باعتبارها آلية تيسر وتحفز الأنشطة الإبداعية والابتكارية والعمليات المعرفية.
يأتي هذا العمل لضرورة يفرضها التفاعل الملحوظ بين الجانب المعرفي والجانب الوجداني لدى الفرد، ما جعل علماء علم النفس المعرفي يوجهون اهتمامهم نحو دراسة العلاقة بين الجانب الانفعالي والجانب المعرفي، بالتأكيد على أهمية الانفعالات ودورها في الجانب المعرفي وفي تنشيط قدرات الفرد على التفكير والتفكير الإبداعي وحل المشكلات واتخاذ القرارات واللغة والذاكرة.
يهدف الكتاب، وفق معطيات توصلت بها هسبريس، إلى تسليط الضوء على تأثير الانفعالات على السيرورات المعرفية لأنها توجه الانتباه، وتجعله انتقائيا وتفاضليا، وتقوم بتضييق البؤرة الانتباهية. فالأداء المعرفي للأفراد الذين لديهم انفعالات إيجابية أحسن من أداء الأفراد الذين لديهم انفعالات سلبية، حيث تزداد قدراتهم على اكتشاف الأخطاء، ولديهم ميل لتحصيل كثير من المعلومات ومراجعتها، وبالتالي تجويد عملية التعلم.
وبحسب الورقة التأطيرية لهذا البحث الجماعي، فالدراسات تؤكد أهمية أن تكون للفرد كفاءات أو قدرات انفعالية تؤدي إلى النجاح في الحياة، بينما تؤدي الاضطرابات الانفعالية إلى إعاقة الوظائف الذهنية في الحياة، فالانفعالات السلبية القوية تلفت الانتباه بقوة وتسبب الانشغال بها وتعيق التركيز على أي موضوع سواها. غير أن الحديث عن الانفعالات في مجال علم النفس المعرفي يجرنا إلى دراسة علاقتها بمجموعة من السيرورات الذهنية المعرفية كالانتباه واتخاذ القرارات والتفكير الإبداعي والتفكير الناقد واللغة والذاكرة وغيرها. فأغلب الدراسات في هذا المجال إما تؤكد على دور الانفعالات في تطوير هذه الآليات أو العكس.
وفي هذا السياق، اختار نخبة من أساتذة علم النفس في المغرب تأليف كتاب جماعي محكم حول الانفعالات والوظائف المعرفية، يحمل أسماء المؤلفين في ألمانيا، وبرقم دولي معتمد، برعاية المركز الديمقراطي العربي (مؤسسة بحثية ألمانيا – برلين) وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش. ويعتبر آخر أجل لتقديم ملخص البحث هو يوم 27 فبراير، وآخر أجل لتقديم وإرسال البحث كاملا عن طريق البريد الإلكتروني التالي [email protected]هو يوم 27 مارس.
