أخبار عاجلة

سيره القديس الأنبا أنطونيوس الملقب بأبو الرهبان وديره التاريخي في الميمون

سيره القديس الأنبا أنطونيوس الملقب بأبو الرهبان وديره التاريخي في الميمون
سيره القديس الأنبا أنطونيوس الملقب بأبو الرهبان وديره التاريخي في الميمون

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد نياحة القديس الأنبا أنطونيوس المعروف بلقب أبو الرهبان. يتمتع الأنبا أنطونيوس بمكانة بارزة ومتميزة في التراث القبطي، فهو المؤسس الحقيقي والأول للرهبنة القبطية، التي امتد تأثيرها ليشمل العالم بأسره.

القديس الأنبا أنطونيوس
القديس الأنبا أنطونيوس

سيره القديس الأنبا أنطونيوس

أنطونيوس، اسم ذو أصول يونانية يعني “عوض”، وُلد عام 251م في بلدة قمن العروس بمحافظة بني سويف، لأبوين مسيحيين تقَيَّيْن. كان والده رجلاً ثرياً، يمتلك ما يزيد على 300 فدان من الأراضي الزراعية الخصبة في مصر. بعد وفاة والده، تأمل أنطونيوس في جثمانه وقال: “لقد خرجت من هذا العالم من دون إرادتك، أما أنا فأرغب في الخروج منه بإرادتي”.

القديس الأنبا أنطونيوس
القديس الأنبا أنطونيوس

حياة القديس الأنبا أنطونيوس

اللحظة الفاصلة في حياة القديس الأنبا أنطونيوس جاءت عندما دخل الكنيسة وسمع الآية: “إن أردت أن تكون كاملاً، اذهب وبِع كل ما تملك وأعطِ الفقراء، وتعالَ اتبعني، فيكون لك كنز في السماء”. اعتبر أنطونيوس هذه الكلمات رسالة موجهة إليه شخصياً، فباع كل ممتلكاته، بما في ذلك الأراضي التي ورثها عن أبيه. كما وضع أخته في أحد أديرة العذارى وبدأ حياته الرهبانية في المنطقة المعروفة حالياً بدير الميمون.

لاحقاً، دفعه موقف معين إلى التعمق أكثر في الصحراء؛ إذ رأى ذات يوم امرأة تستحم في النهر أمامه، فوبخها قائلاً: “كيف تستحمين أمام راهب مثلي؟”. فردت المرأة: “الراهب الحقيقي يجب أن يعيش في الصحراء الداخلية وليس على ضفاف النهر”. شعر أنطونيوس أن هذا الرد رسالة من الله، فانطلق إلى عمق الصحراء إلى أن وصل إلى المنطقة التي يوجد فيها ديره الحالي في البحر الأحمر.

مع مرور الوقت، انتشر صيت القديس الأنبا أنطونيوس وجاء العديد من الشباب يطلبون الرهبنة والتعلم على يديه. أسس تجمعات رهبانية أخرى في مناطق عدة مثل وادي النطرون، جبل نتيريا، والفيوم. وكان حريصاً على زيارتها بانتظام لدعم الروحانيات. كما زار مدينة الإسكندرية ليقوي المؤمنين في صراعهم ضد الأريوسية، والتقى هناك بالقديس ديديموس الضرير، مدير مدرسة الإسكندرية آنذاك. يُعتبر ديديموس أول من فكر في نظام الكتابة بالنقش البارز الذي مكّن المكفوفين من القراءة بلمس الخشب، وهو الابتكار الذي حققه لويس برايل بعد خمسة عشر قرناً تنيح القديس الأنبا أنطونيوس في ديره بالبحر الأحمر يوم 22 طوبة.

القديس الأنبا أنطونيوس
القديس الأنبا أنطونيوس

دير الميمون

أما بالنسبة لدير الميمون، وهو المكان الذي ترهبن فيه لأول مرة، فإنه يُعد رسميًا أقدم دير معروف في تاريخ الحياة الرهبانية على مستوى العالم. يقع هذا الدير على الضفة الشرقية لنهر النيل عند حاجر الجبل الشرقي، على بعد 22 كيلومترًا شمال بني سويف و12 كيلومترًا جنوب الكريمات. توجد إشارة على طريق مصر-المنيا الشرقي تدل على مكان الدير، الذي كان يُعرف في كتب التاريخ القديمة بمنطقة بسيير.

أطلق على الدير عدة ألقاب عبر الزمن، منها الصومعة الخارجية، الجبل الخارجي، الدير البراني، دير الجود، ودير الجميزة. وقد أشار أبو المكارم في كتابه “تاريخ الكنائس والأديرة” إلى هذا الدير تحت مسمى “دير الجميزة”، حيث وصفه قائلًا: “إن دير الجميزة يقع على شاطئ بحر النيل المبارك، ويجاوره جوسق وبستان وطاحونة ومعصرة، وهو قريب من دهروط (المعروفة حاليًا بمغاغة)”.

أما بالنسبة لوصف الدير، فهو يحتوي على كنيستين قديمتين. الكنيسة الأولى تحمل اسم الأنبا أنطونيوس، وتضم المغارة القديمة التي عاش فيها الأنبا أنطونيوس لفترة. تقع هذه المغارة في الجهة القبلية من صحن الكنيسة، على عمق 1.95 متر، بطول 1.75 متر وعرض 0.80 متر. المغارة مغطاة بباب خشبي مثبت على الأرض، وتشير بعض المراجع إلى أنها كانت في الأصل مقبرة فرعونية.

أما الكنيسة الثانية فهي مكرسة لمرقوريوس أبو سيفين. تتميز بصغر حجمها وقبابها المتداعية، وبها مذبح واحد. ويوجد في الجهة الشمالية من الهيكل سلم يؤدي إلى برج الجرس. كما تحتوي الكنيسة على كرسي يُعتقد أن البابا كيرلس الرابع كان يجلس عليه خلال زياراته للدير.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق «مترو الأنفاق»: 42 كيلو طول الخط الرابع للربط بين القاهرة الجديدة و6 أكتوبر
التالى في انتظار عودة لا تأتي.. كلب وفي ينتظر صاحبه الراحل شهورًا في تايلاند