تواصل ناقلات البحري السعودية تعزيز موقع المملكة الريادي في قطاع النقل البحري العالمي، من خلال توسعة أسطولها ورفع كفاءته التشغيلية، بما يسهم في دعم التجارة الدولية، ويعزز قدرة البلاد على تصدير النفط الخام ومشتقاته إلى مختلف أنحاء العالم.
ويأتي هذا التوسع في إطار رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تعزيز قطاع الخدمات اللوجستية، وجعله أحد المكونات الرئيسة للاقتصاد الوطني، لكي تصبح المملكة مركزًا إقليميًا إستراتيجيًا رئيسًا وبوابة لوجستية رئيسة عبر 3 قارات.
ووفقًا لتقرير نتائج أعمال شركة البحري للربع الأخير من 2024، الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)،شهدَ العام الماضي تطورات بارزة في أسطول البحري، إذ أضافت الشركة 11 ناقلة جديدة إلى أسطولها، شملت 5 ناقلات نفط عملاقة و4 ناقلات للكيماويات وناقلة للبضائع السائبة وأخرى متعددة الأغراض، ما عزّز من قدراتها التشغيلية، ومكّنها من تقديم خدمات نقل متطورة وأكثر كفاءة.
وفي خطوة إستراتيجية، استغنت شركة البحري السعودية عن 6 ناقلات قديمة، بينها 3 ناقلات للكيماويات وناقلتان للنفط الخام وناقلة للمنتجات، وذلك ضمن خطّتها لتحديث الأسطول وتحسين كفاءته التشغيلية.
ونتيجة لذلك، ارتفع إجمالي عدد ناقلات البحري من 88 ناقلة بنهاية 2023 إلى نحو 93 ناقلة بنهاية 2024، تشمل 39 ناقلة نفط خام عملاقة، و33 ناقلة كيماويات ومنتجات، و7 سفن متعددة الاستعمالات، و12 ناقلة بضائع سائبة، مع خطط مستقبلية لزيادة العدد بشكل أكبر خلال العام الجاري 2025.
إضافةً إلى ذلك، أسهمت هذه التوسعات في تعزيز قدرات الشركة على تلبية الطلب المتزايد على النقل البحري، لا سيما مع ارتفاع أسعار الشحن عالميًا وزيادة الطلب على النفط الخام، ما مكّن البحري من تحقيق أرباح قياسية وتوسيع قاعدة عملائها على مستوى العالم.
شركة البحري
مع بداية عام 2025، شهدت شركة البحري السعودية انضمام 10 ناقلات نفط جديدة إلى أسطولها، منها 3 ناقلات عملاقة وناقلة للبضائع السائبة، سُلّمت خلال الربع الأخير من 2024، ومن المقرر تشغيلها بالكامل في الربع الأول من العام الجاري.
كما استحوذت الشركة على 7 ناقلات نفط عملاقة إضافية، من المنتظر دخولها الخدمة خلال النصف الأول من العام نفسه، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبالإضافة إلى التوسع في عدد الناقلات المملوكة، زادت البحري من حجم الناقلات المستأجرة، إذ ارتفع عددها من 10 ناقلات في 2023 إلى 16 ناقلة في 2024، ما يعكس تنامي الطلب على خدمات الشركة وزيادة الاعتماد على أسطولها في عمليات الشحن العالمية.
وأسهمت هذه التوسعات في رفع إجمالي عدد ناقلات البحري المشغّلة، سواء المملوكة أو المستأجرة، إلى نحو 109 ناقلات بنهاية 2024، مقارنة بـ 98 ناقلة في العام السابق.
نتائج أعمال شركة البحري
انعكس التوسع في أسطول ناقلات البحري السعودية على نتائج أعمال الشركة، إذ حققت أرباحًا قياسية خلال عام 2024.
وبلغ صافي الربح السنوي 2.17 مليار ريال (582 مليون دولار)، بزيادة 34% مقارنة بالعام السابق، في حين سجلت الإيرادات السنوية مستوى قياسيًا بلغ 9.48 مليار ريال (2.53 مليار دولار)، بزيادة 8% على أساس سنوي.
وفي الربع الرابع من 2024، حققت البحري صافي ربح بلغ 474 مليون ريال (126.4 مليون دولار)، بزيادة 18% مقارنة بالمدة نفسها من عام 2023.
ويرجع هذا النمو إلى ارتفاع أسعار الشحن، وتوسيع الأسطول، وتحسين كفاءة التشغيل، إلى جانب الاستفادة من تزايد الطلب العالمي على خدمات النقل البحري.
يقول الرئيس التنفيذي للشركة أحمد بن علي السبيعي: إن "2024 لم يكن مجرد عام مليء بالإنجازات، بل شكّل نقطة تحوّل رئيسة في مسيرة البحري نحو الريادة العالمية".
وأضاف أن الشركة نجحت في تعزيز قدراتها التشغيلية، وتوسيع قاعدة عملائها، وتأمين قنوات طلب جديدة، ما يعزز مكانتها في قطاع الشحن والخدمات اللوجستية عالميًا.
أسطول عالمي متكامل
يعدّ أسطول ناقلات البحري السعودية من بين الأكبر عالميًا، إذ يضم 39 ناقلة نفط خام عملاقة، تبلغ السعة الاستيعابية لكل منها 2.2 مليون برميل، بإجمالي طاقة استيعابية تصل إلى 12.145 مليون طن.
وتمتاز الناقلات بمرونة كبيرة في نقل البضائع، إذ يمكنها شحن حتى 3 أصناف مختلفة من النفط الخام أو زيت الوقود في الرحلة الواحدة، مع إمكان تهيئتها لنقل أنواع مختلفة من الشحنات وفقًا لمتطلبات السوق.
وتوفر ناقلات البحري السعودية خدمات النقل عبر مختلف خطوط الملاحة العالمية، إذ تنطلق ناقلاتها من الخليج العربي والمحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط إلى المواني في أميركا الشمالية وأوروبا والصين والهند.
ومن بين أبرز المواني التي تخدمها الشركة، رأس تنورة وينبع في السعودية، وسيدي كرير في مصر على البحر المتوسط، وخليج المكسيك، والبحر الكاريبي، وغرب أفريقيا.
توسعات إستراتيجية
لا تقتصر إنجازات البحري على قطاع النقل البحري فقط، بل امتدت لتشمل مشروعات نوعية أخرى، مثل تشغيل بارجتين عائمتين لتحلية مياه البحر قبالة سواحل ينبع، أُدرجتا في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية بوصفهما الأضخم من نوعهما في العالم.
كما تخطط ناقلات البحري السعودية لمزيد من التوسعات خلال السنوات المقبلة، سواء من خلال تعزيز أسطولها بناقلات جديدة أو الدخول في شراكات إستراتيجية مع كيانات دولية كبرى، بما يضمن استمرار نموها وتحقيق أهدافها في أن تصبح لاعبًا رئيسًا بقطاع الشحن والخدمات اللوجستية على المستوى العالمي.
الرؤية المستقبلية
تسير شركة البحري السعودية بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها الإستراتيجية، من خلال الاستثمار في تحديث وتوسعة أسطولها، وتعزيز كفاءتها التشغيلية، والاستفادة من الفرص المتاحة في سوق الشحن البحري العالمي.
وتؤكد المؤشرات الحالية أن الشركة في طريقها لتكون واحدة من أقوى شركات النقل البحري في العالم، مستفيدة من دعم الحكومة السعودية، والتطورات التقنية المتسارعة، وارتفاع الطلب على خدمات النقل البحري في الأسواق العالمية.
ويؤكد هذا النمو المستمر أن البحري ليست مجرد شركة نقل، بل كيان إستراتيجي يعزز مكانة المملكة بصفتها مركزًا عالميًا في قطاع الخدمات اللوجستية والشحن، ضمن رؤية 2030 الطموحة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
بيانات أسطول شركة ناقلات البحري السعودية من موقعها الرسمي.
