أظهر ريال مدريد وجهًا مميزًا في الشوط الثاني، حيث انتزع نقطة من أتلتيكو مدريد بعد التعادل معه بهدف لمثله على ملعب سانتياغو برنابيو، حيث جاء هدف التعادل عبر نجمه المتألق كيليان مبابي في أول مشاركة له في الديربي.
ورفع الريال رصيده إلى 50 نقطة في صدارة الدوري الإسباني، بفارق نقطة واحدة عن الوصيف أتلتيكو مدريد، وهي نتيجة في الأخير تصب لصالح المنافس الآخر "برشلونة". وبإمكان الأخير وهو ثالث الترتيب برصيد 45 نقطة، أن يقلل الفارق مع النادي الملكي إلى نقطتين فقط، حال فوزه الأحد على إشبيلية.
أين هجوم أتلتيكو مدريد؟
تلخص الأرقام قصة المباراة، فأتلتيكو مدريد سدد مرة واحدة فقط على مرمى الريال، وهي ركلة الجزاء، وهو أقل عدد من التسديدات له على مرمى أي خصم في الدوري الإسباني هذا الموسم إلى جانب مباراته أمام ريال سوسيداد في أكتوبر الماضي.
كان أتلتيكو مدريد يلجأ للدفاع فقط في ديربي مدريد لدرجة أنه كان يدافع في بعض الأحيان بـ10 لاعبين داخل منطقة الجزاء الخاصة به، وقدم يان أوبلاك مباراة كبيرة في التصدي لبعض الفرص.
الريال سدد 9 مرات على مرمى أتلتيكو مدريد، وهو أكبر عدد من التسديدات يستقبلها فريق أتلتيكو مدريد "الصلب دفاعيًا"، هذا الموسم في الدوري الإسباني حتى وقت كتابة هذه السطور.
هجوم ريال مدريد افتقد للحسم
شهدت المباراة هجومًا شاملًا من الريال، ولم يتعرض لخطورة كبيرة من منافسه في ديربي مدريد، لكن الشوط الأول لم يشهد خطورة لريال مدريد، وعندما بدأ المدرب يعطي لجود بيلينغهام الفرصة للتقدم للهجوم في الشوط الثاني وأصبح أقرب للمرمى، ظهرت خطورة الريال.
وعلى الرغم من ذلك، لم يفعل الريال ما يكفي حقًا في مباراة الليلة للفوز، بغياب اللمسة الأخيرة، لكنه سجل هدف التعادل وهذا شيء يُحسب له، حيث سجل الريال في 21 من أصل 23 مباراة، أكثر من أي فريق آخر في الدوري الإسباني هذا الموسم.
تجب الإشادة بشخصية الريال في العودة، فقد حصد الفريق 12 نقطة من وضعية الهزيمة هذا الموسم في الدوري الإسباني، كثاني أكثر فريق بعد أتلتيكو مدريد نفسه (16 نقطة).
دائمًا ما كان بيلينغهام مستعدًا للقتال على كل مواجهة ثنائية، حيث كان متحمسًا في تدخلاته. وقد شارك في لقطة الهدف الأول، ولم يحالفه الحظ في التسجيل، وركض بشكل رائع في الشوط الثاني.
كان مبابي يتراجع بشكل روتيني إلى عمق الملعب كثيرًا للمشاركة في اللعب خلال الشوط الأول، لكنه سجل هدفًا حاسمًا يؤكد حضوره في المباريات الكبيرة، أما فينيسيوس جونيور فلم يظهر تقريبًا في الشوط الأول بخلاف تسديدة واحدة خارج المرمى، ثم أظهر وجهًا مختلفًا تمامًا في الشوط الثاني، حيث كان مفعمًا بالطاقة والإبداع.
تشواميني في مرمى النيران مرة أخرى
مرة أخرى أوريلين تشواميني تأثر بوجوده كمدافع، وتسبب في ركلة جزاء بعد خطأ فادح كلَّف فريقه الهدف الأول، وهو أمر معتاد يعيد إلى الأذهان الأخطاء التي تسبب بها ومنها ركلة جزاء أمام برشلونة في كأس السوبر الإسباني، ليثبت اللاعب مرارًا وتكرارًا أنه غير لائق للعب كقلب دفاع.
لكن إحقاقًا للحق يجب التأكيد بأن تشواميني كان سيئ الحظ بشكل كبير في هذه الركلة المثيرة للجدل، ويجب التأكيد على أنه لم يرتكب الكثير من الأخطاء بعد تلك الركلة، وكان ثابتًا في الدفاع.
ريال مدريد يكسر حيلة أتلتيكو مدريد
ارتكب ريال مدريد 14 خطأً في هذه المباراة، وهو أعلى من متوسطه الموسمي البالغ 9 في الدوري الإسباني، ليتمكن ريال مدريد من إيقاف مرتدات الأتلتي من خلال بعض الأخطاء التكتيكية.
اقرأ المزيد
ريال مدريد استطاع أن يفشل حيلة أتلتيكو مدريد الخاصة بالتغييرات العديدة التي يقوم بها، فالمعروف أن دييغو سيميوني يلجأ للدكة من خلال الدفع بالثنائي أنخيل كوريا وسورلوث، وعادة ما ينجحان في التسجيل في الدقائق الأخيرة (أتلتيكو مدريد أكثر فريق في الليغا يسجل في الدقائق الـ15 الأخيرة)، لكن ريال مدريد استخدم فكرة إنهاء المرتدة بالمخالفات.
