يمكنك اعتبار هذا الحدث جائزة إضافية! فبينما كان التلسكوب الفضائي الجديد "إقليدس"، الذي أطلقته وكالة الفضاء الأوروبية، يستعد لاستكشاف تطور الكون، عثر على مفاجأة كونية مذهلة: "حلقة أينشتاين".
فالجسم الذي يحيط بالمجرة القريبة نسبيًا، والمسماة NGC 6505، والتي تقع على بعد 590 مليون سنة ضوئية، هو في الواقع صورة مشوهة بدرجة كبيرة لمجرة أخرى تقع مباشرة خلفها. هذه المجرة البعيدة، التي لم يتم تسميتها بعد، تقع على مسافة 4.4 مليار سنة ضوئية من الأرض. وقد تم كسر الضوء القادم منها بفعل كتلة وجاذبية المجرة القريبة، مما أدى إلى تركيزه باتجاه الأرض، لينتج عن ذلك هذه الصورة المدهشة لحلقة من الضوء، في تأثير يُعرف باسم "عدسة الجاذبية القوية".
تُمكّن هذه العدسات الكونية الناتجة عن الجاذبية علماء الفلك من قياس كتلة المجرة القريبة، التي تعمل كعدسة تكسر الضوء، واستنتاج مقدار كتلتها المكوّن من المادة المظلمة غير المرئية. كما تكشف هذه الظاهرة عن وجود مجرات بعيدة جدًا، والتي قد تكون غير مرئية لولا هذا التأثير.
حتى الآن، تمكّن العلماء من التعرف على أقل من 1000 عدسة جاذبية كونية، وأقل من عشرها ينتج صورة كاملة لما يُعرف بـ "حلقة أينشتاين". وقد اكتشف التلسكوب إقليدس هذه الحلقة بعد شهرين فقط من إطلاقه في يوليو 2023، وفقًا لما نشره الباحثون في مجلة علم الفلك والفيزياء الفلكية.
هذه الحلقة لن تكون الأخيرة التي يكتشفها إقليدس، فخلال مهمته التي تستمر 6 سنوات، يهدف التلسكوب إلى رسم خريطة وتصوير مليار مجرة بعيدة جدًا، وتحديد مدى توسّع الكون، حيث تتسارع المجرات في الابتعاد عن بعضها البعض بفعل القوة الغامضة التي تُعرف بـ "الطاقة المظلمة". ومن المتوقع أن يعثر إقليدس على ما لا يقل عن 100 ألف من عدسات الجاذبية الكبيرة الجديدة خلال فترة مهمته.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
