شنت الولايات المتحدة هجوماً على اليمن استهدفت خلالها مواقع تابعة لجماعة الحوثيين المدعومة من إيران، أسفر عنه مقتل ما لايقل عن 31 شخص وإصابة أكثر من 100 آخرين.
الحوثيين ورقة ضغط على إيران وحماس
الهجوم الأمريكي هو ليس الأول منذ اندلاع الحرب في غزة، لكنه يعد أول عملية عسكرية تقوم بها الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما أن هذه الضربات تأتي في ظل تطورات هامة تشهدها عدد من الملفات الشائكة المرتبطة ببعضها البعض وقد يبدو هذا الهجوم ورقة ضغط من جانب واشنطن على إيران وحماس، فالأول يتعلق بالملف النووي الإيراني الذي يشهد تعثرات وجمود بين واشنطن وطهران، والثاني الذي يتعلق بحماس ومحاولة ممارسة ضغوط عليها بشأن قبول شروط وقف إطلاق النار في غزة. كما أن توقيت الهجوم جاء بعد المباحثات السرية التي دارت بين حماس والولايات المتحدة واتهام الأخيرة بالمماطلة في التوصل إلى اتفاق.
صحيفة Jerusalem Post نشرت تقرير تكشف فيه سبب الهجوم الأمريكي على الحوثيين من وجهة نظر (إسرائيلية)، وأشارت إلى أن أحد أسباب هذا الهجوم هو توجيه رسالة مفادها أن إدارة ترامب لن تكرر أخطاء الماضي في إشارة إلى عهد الإدراة السابقة جو بايدن.
عقيدة ترامب السياسية
وأوضحت الصحيفة العبرية أن جوهر عقيدة ترامب هو اتباع سياساتٍ مختلفةٍ عن الإدارة السابقة يشمل ذلك وقف إطلاق النار في غزة، والضغط من أجل وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وقد يعني أيضًا تصعيد الضربات على الحوثيين، وعرض صفقة على إيران. وتُعدّ الضربات على الحوثيين اختبارًا.
وقال ترامب في منشور له:" إلى إيران يجب وقف دعم الإرهابيين الحوثيين فورًا! لا تهددوا الشعب الأمريكي، ولا رئيسه، الذي حاز على أحد أكبر المناصب في تاريخ الرئاسة، ولا ممرات الشحن العالمية. إن فعلتم، فاحذروا، لأن أمريكا ستحاسبكم بالكامل، ولن نتهاون في ذلك!" ، واتهم الحوثيين بشن"حملة قرصنة وعنف وإرهاب متواصلة ضد السفن والطائرات والطائرات المسيرة الأمريكية، وغيرها".
تأتي الضربات على الحوثيين في الوقت الذي تشير فيه تقارير جديدة إلى أنها تواصل العمل على تقنية الطائرات المسيرة بعيدة المدى.
وذكرت منظمة أبحاث تسليح الصراعات (CAR) أن "محققيها الميدانيين اكتشفوا أدلة على أن قوات أنصار الله (الحوثيين) في اليمن تحاول استخدام خلايا وقود الهيدروجين لتشغيل أنظمتها غير المأهولة. وفي حال نجاح هذه التجربة، فإنها ستمثل تصعيدًا كبيرًا في قدرات الحوثيين، مما يُمكّن المركبات غير المأهولة - سواء كانت جوية أو برية أو بحرية - من حمل حمولات أكبر والسفر لمسافات أطول بكثير مما تسمح به مصادر الطاقة التقليدية.
