أثارت عملية توزيع قفة شهر رمضان على المواطنين المعوزين جدلا كبيرا وصراعات خفية بين عدد من المنتخبين على مستوى مختلف مقاطعات مدينة الدار البيضاء.
وخلّف توزيع رؤساء مقاطعات ومنتخبين بارزين قففا على المواطنين غضبا واسعا في ظل الحديث عن استغلال البند المتعلق بالهبات في الميزانيات، وطالبت أصواتٌ السلطات بالعمالات بفتح تحقيق معمق.
وحسب مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن القفة الرمضانية جعلت بعض المنتخبين يستغربون من كيفية صرف ميزانيات لاقتناء المساعدات الغذائية وتوزيعها على المواطنين.
وتعرف مقاطعة سيدي مومن بالدار البيضاء جدلا واسعا بين المنتخبين بسبب الإقدام على توزيع مساعدات بمناسبة هذا الشهر الفضيل، في ظل تغييب البعض منهم؛ الأمر الذي جعلهم يطلقون اتهامات بالقيام بحملات انتخابية من مالية المقاطعة.
وأفادت مصادر الجريدة بأن منتخبي المعارضة على مستوى المقاطعة المذكورة يعتبرون توزيع هذه القفة الرمضانية يدخل ضمن خانة استقطاب المواطنين واستمالتهم استعدادا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
وعلى مستوى مقاطعة سيدي بليوط التي تعيش غليانا منذ تشكيل مجلسها، احتدم التنافس بين مجموعة من المنتخبين بشكل جلي بمناسبة شهر رمضان. وسارعت مجموعة من الوجوه الانتخابية على مستوى هذه المقاطعة، تفيد مصادرنا، إلى حشد القفف لتوزيعها على الفئات الهشة، خصوصا في دروب المدينة القديمة باعتبارها خزانا انتخابيا مهما.
وحسب المعطيات نفسها، فقد جرى توظيف بعض الجمعيات القريبة من المنتخبين في عملية توزيع القفف؛ لإبعاد شبهة الاستغلال الانتخابي لهذه الشريحة في هذه المناسبة، وكذا تمويه السلطات المحلية التي تعد تقارير حول استغلال القفة في كسب وتعاطف المواطنين.
وفي السياق نفسه، فإن منتخبين من أحزاب مختلفة بمقاطعة مولاي رشيد، التي تعرف انتشار أحياء هامشية، انخرطوا بشكل سري في توزيع المساعدات على الناخبين لاستمالتهم، خصوصا في ظل دنو موعد الاستحقاقات الانتخابية التشريعية.
أما على مستوى مقاطعة الحي الحسني، فقد بدا الصراع قويا والسباق محتدما بين منتخبين كبار لتوزيع القفة، خصوصا ممن ينتمون إلى حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يرأس هذه المقاطعة وحزب الأصالة والمعاصرة.
وأكد منتخبون في الدار البيضاء أن المقاطعات لم تعمل على تخصيص ميزانيات من أجل هذه الهبات والمساعدات؛ بالنظر إلى أن مراسلة صادرة عن الوالي السابق منعت مجالس المقاطعات من اقتنائها بمعية المعدات الطبية. واعتبرت المراسلة ذاتها ذلك اختصاصا حصريا لجماعة الدار البيضاء؛ الأمر الذي دفع المنتخبين إلى الاعتماد على إمكانياتهم وعلاقاتهم في اقتناء القفف الرمضانية.