شنت القوات الأمريكية، اليوم الإثنين، غارات جوية جديدة على مواقع في محافظة الحديدة اليمنية، في تصعيد عسكري يهدف إلى ردع الحوثيين عن استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر.
وأفادت مصادر محلية أن القصف الأمريكي طال مصنع الحبشي للحديد، مما أدى إلى أضرار واسعة في المنطقة المستهدفة، بينما لم تصدر أي بيانات رسمية عن عدد الضحايا أو حجم الخسائر البشرية حتى اللحظة.
ونقلت وسائل إعلام موالية للحوثيين أن الغارات الأميركية تأتي ضمن سلسلة من الهجمات التي استهدفت مواقع مختلفة في صنعاء وصعدة ومأرب خلال الأيام القليلة الماضية، فيما لم تصدر القيادة المركزية الأمريكية أي توضيح رسمي حول الضربة الأخيرة.
مع تصاعد الحديث عن الغارات الجوية، انتشرت مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر أعمدة الدخان الكثيفة تتصاعد من مناطق الاستهداف، فيما أكد شهود عيان أن الضربات الجوية كانت عنيفة، وتسببت في دمار واسع في المواقع المستهدفة.
لكن لم يتم التحقق من صحة الفيديوهات من مصادر مستقلة، ما يعكس استمرار الغموض حول طبيعة الأهداف التي ضربتها الغارات الأمريكية.
ترامب يوجه إنذارًا لإيران: "ستتحمل المسؤولية الكاملة"
في خطوة تعكس تصعيدًا غير مسبوق في نبرة الخطاب الأمريكي، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديدًا مباشرًا لطهران، مؤكدًا أن أي هجوم يشنه الحوثيون سيتم التعامل معه باعتباره عملاً عدائيًا من قبل إيران نفسها.
وفي منشور على منصته الاجتماعية "تروث سوشيال"، كتب ترامب:
"اعتبارًا من الآن، سيتم اعتبار كل طلقة نارية يطلقها الحوثيون بمثابة نيران إيرانية، وستتحمل طهران المسؤولية الكاملة عن كل هجوم. العواقب ستكون رهيبة".
ويُعتبر هذا التصريح تحذيرًا واضحًا بأن واشنطن قد توسع نطاق عملياتها العسكرية لتشمل أهدافًا إيرانية إذا استمر التصعيد، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر تعقيدًا قد تشمل مواجهة مباشرة بين الطرفين.
الضربات الأمريكية تخلف عشرات القتلى في صنعاء وصعدة
لم تكن الغارات الجوية الأخيرة على الحديدة سوى امتداد لسلسلة من الهجمات الأمريكية التي استهدفت عدة مدن يمنية، حيث أكدت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين أن الضربات التي شنتها واشنطن خلال نهاية الأسبوع أسفرت عن مقتل العشرات، بينهم نساء وأطفال.
وكانت القيادة المركزية الأمريكية قد بررت هذه العمليات بأنها ضرورية لحماية الأمن البحري الدولي، ومنع الحوثيين من تهديد حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر، خاصة بعد الهجمات الأخيرة التي استهدفت سفنًا أمريكية وإسرائيلية.