في مفارقة عجيبة شهدت الـ24 ساعة الأولى من حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عشرات الدعاوى القضائية ضد الأوامر التنفيذية التي أصدرها فور تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية مساء الإثنين الماضي.
دعاوى قضائية هي الأولى ضد الأوامر التنفيذية التي وقعها ترامب
وبحسب موقع صحفية «الجارديان» البريطانية فإنّ مجموعة من الولايات التي يقودها الديمقراطيون وجماعات الحقوق المدنية رفعت دعاوى قضائية هي الأولى ضد الأوامر التنفيذية التي وقعها ترامب بعد توليه منصبه، بما في ذلك الأمر الذي يسعى إلى إلغاء حق المواطنة بالولادة في الولايات المتحدة.
رفع تحالف من 22 ولاية يقودها الديمقراطيون إلى جانب مقاطعة كولومبيا ومدينة سان فرانسيسكو دعوى قضائية في المحكمة الفيدرالية في بوسطن يوم الثلاثاء، زاعمًا أنَّ جهود الرئيس الجمهوري لإنهاء حق المواطنة بالولادة تشكل انتهاكًا صارخًا للدستور الأمريكي.
اتحاد الحريات المدنية الأمريكي ومنظمات المهاجرين يرفعوا قضايا ضد ترامب
وجاءت هذه الدعوى القضائية في أعقاب قضيتين مماثلتين رفعهما اتحاد الحريات المدنية الأمريكي ومنظمات المهاجرين في الساعات التي أعقبت توقيع ترامب على الأمر التنفيذي، مما يمثل أول دعوى قضائية كبرى تتحدى أجزاء من أجندته منذ توليه منصبه.
وتهدف الدعاوى القضائية، التي تم رفعها جميعها في المحاكم الفيدرالية في بوسطن أو كونكورد بولاية نيو هامبشاير، إلى جزء أساسي من حملة ترامب الشاملة على الهجرة، وهو أمر يوجه الوكالات الفيدرالية بعدم الاعتراف بالجنسية الأمريكية للأطفال المولودين في الولايات المتحدة لأمهات موجودات في البلاد بشكل غير قانوني أو مؤقت، مثل حاملي التأشيرات، والذين ليس آباؤهم مواطنين أو مقيمين دائمين قانونيين.
ومن المتوقع رفع المزيد من الدعاوى القضائية من قبل الولايات التي يقودها الديمقراطيون وجماعات المناصرة التي تتحدى جوانب أخرى من أجندة ترامب.
وتستشهد الشكاوى بالحكم الذي أصدرته المحكمة العليا الأميركية عام 1898 في قضية الولايات المتحدة ضد وونغ كيم آرك، وهو القرار الذي يقضي بأن الأطفال المولودين في الولايات المتحدة لوالدين غير أمريكيين يحق لهم الحصول على الجنسية الأمريكية.
4 قضايا في محكمة فيدرالية في ماساتشوستس بواسطة 18 مدعي عام
وبحسب موقع «إيه بي سي نيوز» فإنه تم رفع أربع دعاوى قضائية فيدرالية تطعن في الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب بشأن حق المواطنة عند الولادة تمّ رفع واحدة منها في محكمة فيدرالية في ماساتشوستس من قبل 18 من المدعين العامين الديمقراطيين في الولاية، ومدينة سان فرانسيسكو ومنطقة كولومبيا، متهمين ترامب بالسعي إلى القضاء على مبدأ دستوري راسخ وطويل الأمد.
ورفعت أم حامل غير موثقة ومجموعتان غير ربحيتين دعوى قضائية فيدرالية أخرى، زاعمين أن الأمر التنفيذي هو محاولة لإعادة تفسير ضمان التعديل الرابع عشر للمواطنة لكل شخص يولد في الولايات المتحدة تقريبًا.
وتطلب الدعوى من محكمة مقاطعة ماساتشوستس إعلان أن الأمر التنفيذي غير دستوري وإصدار أمر قضائي يمنع تنفيذه.
ورفعت ولايات أريزونا وأوريجون وواشنطن وإلينوي دعوى قضائية فيدرالية مماثلة، كما دعم الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية دعوى قضائية أخرى لمنع قرار ترامب في نيو هامبشاير.
تفاصيل طرد موظفين بايدن
في خطوة جديدة ضمن برنامجه السياسي المثير، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن خطط لتطهير أكثر من 1000 من المعينين من قبل الرئيس السابق، جو بايدن في إدارته الجديدة.
ويأتي ذلك ضمن جهود ترامب لتطبيق أجندة «جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» والتي تتضمن العديد من القرارات المثيرة التي تهدف إلى تغيير هيكل الولايات المتحدة.
في منشور على منصة «Truth Social»، تحدث ترامب عن خططه لبدء عملية تطهير واسعة النطاق، قائلاً: «لم ينته يومنا الأول في البيت الأبيض بعد! يقوم مكتب شؤون الموظفين الرئاسي الخاص بي بتحديد وإزالة أكثر من 1000 من المعينين الرئاسيين من الإدارة السابقة، الذين لا يتماشىون مع رؤيتنا لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى».
كما أعلن ترامب في منشوره أن ذلك بمثابة «إشعار رسمي بالفصل لهؤلاء الأفراد الأربعة»، وهم: «خوسيه أندريس من مجلس الرئيس للرياضة واللياقة البدنية والتغذية، ومارك ميلي من المجلس الاستشاري الوطني للبنية التحتية، وبريان هوك من مركز ويلسون للعلماء، وكيشا لانس بوتومز من مجلس التصدير الرئاسي - أنت مطرود!».
وأضاف أن المزيد من طرد الموظفين ستأتي قريبًا.
أجندة ترامب و«الدولة العميقة»
يعتبر قرار ترامب بإزالة عدد كبير من موظفي إدارة بايدن واستبدالهم بأفراد موالين له، كجزء من خطط تهدف إلى «تصريف المستنقع» و«تدمير الدولة العميقة»، وهي مفاهيم أساسية في أجندته «MAGA» التي تعني جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.
بإلاضافة إلى ذلك، وقع ترامب على مجموعة من الأوامر التنفيذية التي تهدف إلى إصلاح الكفاءة الحكومية، بالإضافة إلى خفض الميزانية الفيدرالية، كما تم الإعلان عن تجميد توظيف الموظفين المدنيين الفيدراليين وذلك بهدف تقليص الحجم الكبير للحكومة الأمريكية. وتعكس هذه الخطوة رؤية ترامب التي تستهدف تعزيز نفوذه داخل البيت الأبيض وإبعاد أي شخص يمكن أن يعارضه.
من هم المطرودين من الإدارة الجديدة؟
من بين الشخصيات الذي أعلنه ترامب، كان الجنرال مارك ميلي، الذي شغل منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة خلال ولاية بايدن، اتهمه ترامب بالتواصل مع الصين خلال الأشهر الأخيرة من ولايته الأولى، كما اقترح ترامب أن ميلي يستحق الإعدام، بحسب مجلة «Newsweek» الأمريكية.
ويعتبر ميلي من أبرز المنتقدين لترامب، حيث وصفه بأنه «ديكتاتور متمني» و«فاشي حتى النخاع». أما براين هوك، الذي كان يشغل منصب مبعوث ترامب الخاص إلى إيران خلال فترة ولايته الأولى، وكان حليفًا سابقًا له، لم تتضح الأسباب وراء طرده.
قرارات حاسمة في خطاب التنصيب
عاد دونالد ترامب مجددا ليتسيد البيت الأبيض بعد ليلة حافلة فرضت مراسمها وأجواءها على جدول الجموع في أصقاع العالم، حيث خرج جو بايدن ناهيا ولايته الوحيدة، وولج ترامب ليشرع في ولايته الثانية.
وعرضت قناة «القاهرة الإخبارية»، تقريرا بعنوان «عاصفة أوامر تنفيذية.. دونالد ترامب يضع بصمته منذ اللحظة الأولى»، إذ اتخذ ترامب قراراته الحاسمة في خطاب تنصيبه ووسط أسلافه وأمام الشاشات، وكان على بعض الدول معرفة ما تؤول إليه مصائرهم من كلمة مقتضبة تلفظ بها ترامب.
قلق دول الجوار من ترامب
«إغلاق الحدود مع المكسيك» و«فرض السيطرة على بنما» و«لا حروب بعد اليوم»، كانت تلك جملا قصيرة تلاها ترامب على مسامع العالم، فارتعدت لها الفرائص في بعض الدول، خاصة تلك الدول التي دغدغ ترامب أحلامهم بالاستقلال، وكانت البداية في دولة بنما، وبقي للدنمارك أن تترقب وعيناها منفتحتان على جزيرة جرينلاند، والتي يعتبرها ترامب أمنا قوميا أمريكيا، وهو المبدأ الذي تضعه كندا القلقة حاليا نصب أعينها.
" title="YouTube video player" frameborder="0">
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.