دفع زخم مراكز البيانات في أميركا شركات المرافق العامة للتوسع في خطط محطات الكهرباء الجديدة العاملة بالغاز الطبيعي؛ لتلبية الطلب المتوقع خلال العقدين المقبلين.
وأظهر تقرير حديث –حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- أن شركات المرافق العامة في ولايات الجنوب الشرقي الأميركية تخطط لبناء أكثر من 20 غيغاواط من قدرة التوليد بالغاز بحلول عام 2040.
ويرجع السبب الرئيس للتوسع في هذه الخطط إلى الطلب المتوقع من مراكز البيانات في أميركا، وهي مراكز ذات استهلاك كثيف للكهرباء، وتعمل على مدار الساعة.
وتتركّز أغلب خطط محطات التوليد الجديدة بالغاز في ولايات فرجينيا، وكارولينا الشمالية، وكارولينا الجنوبية، وجورجيا.
كما خطط مشغلو خطوط الأنابيب في تلك الولايات لتوسيع قدرة نقل الغاز بمقدار 3.3 مليار قدم مكعبة يوميًا، سيخصص منها أكثر 75% لمرافق الكهرباء.
خطط شركات المرافق في أميركا
تخطط شركة المرافق جورجيا باور (Georgia Power) بولاية جورجيا لبناء محطة توليد جديدة تعمل الغاز الطبيعي بقدرة 1.4 غيغاواط، ستدخل حيز التشغيل خلال عام 2026 أو 2027.
بينما تخطط شركة دوك كاروليناس (Duke Carolinas) في ولاية كارولينا الشمالية لبناء 7 محطات عاملة بالغاز تصل قدرتها الإجمالية إلى 9.8 غيغاواط، ستدخل الخدمة خلال المدة من 2029 إلى 2036.
كما تستهدف شركة سانتي كوبر (Santee Cooper)، بولاية كارولينا الجنوبية، بناء 4 محطات توليد جديدة بقدرة إجمالية تصل إلى 2.9 غيغاواط، من المقرر تشغيلها خلال المدة من 2028 إلى 2031.
بينما تطمح شركة دومينيون إنرجي (Dominion Energy) بولاية فيرجينيا، لبناء 6 محطات تصل قدرتها الإجمالية إلى 6 غيغاواط، ويتوقع دخولها للخدمة خلال المدة من 2031 إلى 2036.
طلب مراكز البيانات في أميركا
يمثل الطلب المتوقع على الكهرباء من مراكز البيانات في أميركا، الدافع الرئيس وراء توسع شركات المرافق في خطط زيادة القدرة المستقبلية للغاز، بحسب التقرير الصادر عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي.
وتتوقع 3 ولايات على الأقل -فيرجينيا وكارولينا الجنوبية وجورجيا- أن تكون مراكز البيانات مسؤولة عن 65% إلى 85% من نمو الأحمال المتوقع خلال العقدين المقبلين.
وتتوقع شركة جورجيا باور، على سبيل المثال، نمو الطلب على الكهرباء بنحو 5.4 غيغاواط خلال المدة من 2023 إلى 2030؛ منها 80% خاصة بالطلب المتوقع من مراكز البيانات.
بينما تتوقّع شركة سانتي كوبر بولاية كارولينا الجنوبية نمو الطلب على الكهرباء بمقدار غيغاواط واحدة بحلول عام 2030، سيأتي 65% منها من مراكز البيانات.
أما شركة دوك كارولينا بولاية كارولينا الشمالية فتتوقع نمو الطلب على الكهرباء بنحو 4 غيغاواط بحلول نهاية العقد الحالي؛ سيأتي 25% منها فقط من مراكز البيانات.
وارتفعت أحمال الكهرباء الناتجة عن طلب مراكز البيانات في أميركا إلى 21 غيغاواط في 2024، مقارنة بنحو 19 غيغاواط في عام 2023.
ومن المتوقع ارتفاع طلب هذه المراكز على الكهرباء في الولايات المتحدة إلى 35 غيغاواط بحلول عام 2030، ما قد يمثل 9% من إجمالي الكهرباء المولدة، بحسب تقرير صادر عن معمل بيركلي الوطني للعلوم التابع لجامعة كاليفورنيا.
وحتى الآن، تفاضل شركات مراكز البيانات في أميركا بين مصادر الغاز الطبيعي والطاقة النووية لتلبية احتياجاتها المستقبلية الكثيفة من الكهرباء؛ حيث وقّع بعضها -مؤخرًا- اتفاقيات لإحياء بعض المفاعلات النووية الصغيرة.
مخاطر التوسع في محطات التوليد بالغاز
تحذر دراسة معهد اقتصادات الطاقة من مخاطر التوسع في بناء محطات التوليد العاملة بالغاز الطبيعي، استنادًا إلى عدم اليقين بشأن استهلاك مراكز البيانات في أميركا خلال العقود المقبلة.
وترى خبيرة الطاقة المؤلفة للدراسة كاثي كيونكل، أن هناك خطرًا من الإفراط في تشييد البنية التحتية الكهربائية، استنادًا إلى طلب محتمل قد لا يتحقق من مراكز البيانات.
ورغم الزخم المتصاعد حول مراكز البيانات في أميركا؛ فإن مستقبلها لا يزال محفوفًا بمخاطر الجدوى المالية لبرامج الذكاء الاصطناعي التي ستستعملها.
كما تخشى "كيونكل" من أن يتحمّل دافعو الضرائب في ولايات جنوب شرق أميركا تكاليفَ البناء المفرط للبنية التحتية الجديدة للغاز، إذا لم تتحقق توقعات الطلب القياسية لمراكز البيانات في المستقبل.
إضافة إلى ذلك، فإن التوسع في استعمال الغاز بقطاع الكهرباء ليس خيارًا بيئيًا جيدًا، وقد يؤخّر مسار تحول الطاقة في هذه الولايات أو يعرقله لسنوات أطول، بحسب التقرير.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
){kind=link}