04:18 م - الإثنين 10 فبراير 2025
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا جديدًا، حيث تجاوزت للمرة الأولى في تاريخها مستوى 2900 دولار للأوقية. جاء هذا الصعود مدفوعًا بإطلاق الصين برنامجًا تجريبيًا يسمح لشركات التأمين بالاستثمار في الذهب، وهو ما أتاح تدفق مليارات الدولارات إلى السوق، مما عزز استمرار الاتجاه الصاعد للمعدن النفيس.
العوامل المحفزة لارتفاع أسعار الذهب
تزامن هذا الارتفاع مع تزايد حدة التوترات الاقتصادية العالمية، خاصة بعد إعلان الولايات المتحدة عن خطط لفرض رسوم جمركية جديدة، مما دفع المستثمرين نحو الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات. فقد ارتفعت الأسعار في المعاملات الفورية بنسبة 1.5%، متجاوزة حاجز 2900 دولار للأوقية، وهو ما يمثل سابع قمة سعرية جديدة للذهب خلال العام الجاري.
دور الصين في دعم الأسعار
سمح البرنامج التجريبي الجديد لشركات التأمين الصينية بالاستثمار في الذهب لأول مرة، حيث تم منحها القدرة على توظيف ما يصل إلى 1% من أصولها في شراء المعدن. وتُقدَّر هذه الاستثمارات بنحو 200 مليار يوان (ما يعادل 27.4 مليار دولار)، مما أدى إلى زيادة الطلب بشكل كبير على الذهب.
يأتي ذلك في ظل بحث شركات التأمين عن أدوات استثمارية تحقق عوائد مستقرة على المدى المتوسط والطويل، خاصة في ظل القيود المفروضة على استثماراتها في الأصول الأخرى مثل السندات والأسهم.
التأثيرات الاقتصادية والجيوسياسية
ارتفعت أسعار الذهب بنحو 40% منذ نهاية عام 2023، حيث أسهمت التوترات الجيوسياسية والمخاوف الاقتصادية المتزايدة في تعزيز جاذبيته كخيار استثماري آمن. ورغم هذا الصعود القوي، قد تصبح الأسعار المرتفعة عائقًا أمام بعض المستثمرين، خصوصًا في السوق الصينية، مما قد يؤثر على وتيرة الطلب في المستقبل.
التطورات في السياسة التجارية الأمريكية
من جهة أخرى، تزايدت المخاوف في الأسواق المالية بعد إعلان الولايات المتحدة عن فرض رسوم جمركية إضافية على واردات الصلب والألمنيوم، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم وإبطاء النمو الاقتصادي العالمي. ومن المتوقع أن تستمر أسعار الذهب في الارتفاع نحو حاجز 3000 دولار للأوقية، مع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق المالية.
التوقعات المستقبلية
في ظل هذه المعطيات، لا تزال التوقعات إيجابية بالنسبة للذهب، خاصة إذا استمرت حالة عدم الاستقرار الاقتصادي وزادت وتيرة السياسات الحمائية. ورغم احتمالية حدوث تصحيحات سعرية، فإن أي تراجع قد يكون محدودًا ما لم يشهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا قويًا قد يؤثر على جاذبية الذهب كأصل استثماري.
يمثل هذا الارتفاع الجديد في أسعار الذهب مرحلة مهمة في مسار السوق، مدفوعًا بتزايد الطلب من المؤسسات المالية، خاصة في الصين، إلى جانب العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي عززت من قيمته كملاذ آمن. وبينما يراقب المستثمرون تطورات السياسة النقدية والتجارية، يبقى الذهب أحد الأصول الأكثر جذبًا في أوقات التقلبات وعدم اليقين.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
