تطورات سريعة يشهدها الإقليم نتيجة سياسة الضغط القصوى التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فبينما هدد ترامب بإلغاء وقف إطلاق النار في قطاع غزة إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، بحد أقصى السبت المقبل كموعد نهائي، أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في وقت سابق أمس الاثنين أن المقاومة ستؤجل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لديها إلى حين التزام الاحتلال ببنود الاتفاق وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية وبأثر رجعي.
فيما علقت الخارجية عبى تلك التصريحات بالتمسك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بإقامة دولته على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية، ورفض سياسة التهجير، والتمسك بحق العودة، والتمسك بالحقوق المشروعة، للشعب الفلسطيني غير القابلة للتعرف.
ولوح ترامب بقطع المساعدات عن الأردن ومصر، نتيجة مواقفهما الرافضة لخطة التهجير، وقال ترامب في سلسلة تصريحات أدلى بها الاثنين في البيت الأبيض إنه "إذا لم تتم إعادة جميع الرهائن من غزة بحلول الساعة 12 ظهرا يوم السبت، سأدعو لإلغاء وقف إطلاق النار".
وكرر تهديداته السابقة بأن "أبواب الجحيم ستفتح إذا لم يعد الرهائن من غزة"، وأضاف أن "حماس ستكتشف ما أعنيه بهذا التهديد".
تابع قائلا: "قد أتحدث مع (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بشأن اعتبار السبت موعدا نهائيا".
أوضح أن إسرائيل ستتخذ قرارها، لكنه أضاف: "بالنسبة لي، بعد 12 ظهر السبت أعتقد أن وقف إطلاق النار ينبغي أن ينتهي". وقال ترامب إنه "لا يمكننا الانتظار كل سبت لخروج 2 أو 3 من الرهائن من غزة"، مشيرا إلى أنه شاهد "حالة الرهائن الذين خرجوا السبت الماضي وكانوا في وضع صحي صعب، ولا يمكن الانتظار أكثر".
الباحثة في الشؤون الدولية، أميرة الشريف تقول إن ترامب بارع في استخدام سياسة الضغط القصوى على الآخرين، ولابد أن تكون الخطوات المقابلة لتلك التصرفات المتهورة، سريعة وتقطع الطريق على ترامب في التمادي في تلك السياسات، لذا لابد من قرارات عربية سريعة لمواجهة ترامب وخططه.
ورجحت الشريف أن يكون وراء تهديد ترامب رغبته في زيادة أعداد المفرج عنهم، من الأسرى الإسرائيليين لدى حماس والفصائل الفلسطينية، وتوقعت أن يعلن ترامب تجميد اتفاق وقف إطلاق النار، إذا لم يتم التوصل لكلية جديدة لعملية التبادل، وأن حكومة نتنياهو المتطرفة ستتلقف تهديدات ترامب.
طالبت الشريف الدول العربية بتبني سياسات واضحة تجاه الإدارة الأمريكية، منها وقف الاستثمارات في الولايات المتحدة، وتحديدا من قبل دول الخليج، وتعليق اتفاقيات السلام مع دولة الاحتلال التي تعرف (باتفاقيات إبراهام)، ووقف التفاهمات الأمنية مع أمريكا.
كانت تقارير تحدثت عن أن القاهرة تعتبر أن خطط التهجير تهدد السلم والأمن الإقليمي، وتهدد اتفاق السلام مع إسرائيل.