يوفر متحف “هاها هاوس” الجديد للضحك في العاصمة الكرواتية تجارب مسلية لزوّاره بهدف تبديد المشاعر السلبية المحيطة بالحياة الحديثة.
يُطلَق دخان أبيض على زوار “هاها هاوس” في العاصمة الكرواتية زغرب بمجرد دخولهم، لكي يخلعوا عنهم همومهم قبل الصعود إلى “غسالة عملاقة”.
ثم تسحبهم آلة تسمى “جهاز الطرد المركزي للحياة” بعيدا عبر زلاجة ملتوية إلى حمام سباحة مليء بالكرات البيضاء الصغيرة حيث تبدأ رحلتهم إلى مكان أكثر سعادة.
قالت مبتكرة المتحف، أندريا غولوبيتش، إن فكرة إقامة هذا المكان راودتها أثناء جائحة “كوفيد”، عندما كان كثر يشعرون بالإحباط والاكتئاب والعزلة.
وأضافت هذه المرأة المتفائلة البالغة 43 عاما: “أدركتُ أن لدي مهمة – شفاء الناس بالضحك”.
وقالت غولوبيتش لوكالة فرانس برس إن الفكرة “جاءت من القلب مباشرة”، و”في ذلك اليوم بالذات أدرجتُ 78 جهة عرض في الموقع… وهكذا بدأ هاها هاوس”.
ولفتت غولوبيتش إلى أنها استوحت فكرة المتحف من صورة لها في سن السابعة. وقالت: “الصورة تظهرني عندما كنت في الصف الأول، مع ضحكة عريضة على وجهي. كنتُ أمزح باستمرار عندما كنت طفلة”.
يضغط الزوار على زر “لتطهيرهم من السلبية” بمجرد دخولهم المتحف الذي يضمّ ثماني مناطق تفاعلية.
تحتوي إحدى المناطق على جوقة من الدجاج المطاطي تضحك بمرح على أغاني مثل “دانسينغ كوين” لفرقة “أبا”، فضلا عن غرفة للكاريوكي بأصوات مشوهة و”حلبة سومو” للمصارعة بأزياء منتفخة.
كما يضم المتحف بعضا من القصص التاريخية عن الفكاهة من العصور القديمة إلى الحديثة، يتم سردها من خلال المسرح أو الأفلام أو الإنترنت.
يشرح المتحف أيضا أنماط الفكاهة، من اللعب بالألفاظ، والكوميديا الصامتة، والكوميديا السوداء، إلى السخرية بالاستعانة ببعض الجمل الفكاهية المختصرة.
ومن بين الدعابات القصيرة التي يمكن لزوار المتحف قراءتها، عبارة للممثلة الكوميدية الأميركية جوان ريفرز جاء فيها “لقد أجريتُ الكثير من عمليات التجميل، لدرجة أنني عندما أموت سيتبرعون بجسدي لشركة تابروير”.
“الطفل الداخلي”
قالت غولوبيتش إن متحف “هاها هاوس” يجذب زائرين من مختلف الأعمار، صغارا وكبارا، إذ يرى البالغون في الموقع “ذريعة جيدة للعودة إلى الطفولة”.
وشددت على أن “جميع أولئك الذين ما زالوا يشعرون بقليل من الفرح الطفولي ويحتضنون الطفل الداخلي لديهم، يعيدون شحن أنفسهم” بالطاقة الإيجابية في هذا المتحف.
وأوضح المتقاعد برونو داديتش لوكالة فرانس برس أنه “مسرور” بزيارة المتحف؛ “لأن الفكاهة في الحياة لا تكفي أبدا”، مضيفا: “الضحك دواء للروح”.
وقد أعرب مستشفى الأمراض النفسية في زغرب عن اهتمامه بإجراء زيارات منظمة لمرضاه، فيما يقيم المتحف أيضا روابط مع مدارس ودور للتقاعد.
وقال ألكسندر سوكا الذي احتفل بعيد ميلاده الخامس بزيارة إلى “هاها هاوس”، إن “المتحف رائع”.
وأشار الصبي الصغير الذي أتى برفقة والدته إلى أنه أحبّ الاستلقاء على “سرير المسامير” في المتحف لأنه يدغدغه.
واعتبرت المغنية زوريكا بوسيتش من مدينة سبليت الساحلية أن المتحف مثالي لعصرنا “في ظل سيل الأخبار السيئة التي تنهال علينا”.
ورأت أن “الدخول إلى هنا يشبه دخول مرحلة الطفولة، إذ نتخلص من كل المشاكل. إذا كان بالإمكان المجيء إلى هنا أكثر فلا حاجة عندها لدفع المال لطبيب نفسي”.
وقال عالم النفس بيتر كرالييفيتش لوكالة فرانس برس إن الضحك هو في الواقع آلية دفاعية تمنح الناس القوة لمواجهة مشاكلهم، مضيفا أنه أحبّ فكرة المتحف أيضا.
وأردف: “إذا كُتبت وصفة طبية لثلاث ساعات من الضحك كل 24 ساعة وجرى اتباعها، فمن المؤكد أن ذلك سيعطي نتائج إيجابية”.