تواجه شركة تيسلا الأميركية لصناعة السيارات الكهربائية موقفًا عصيبًا؛ إذ تشير أحدث البيانات إلى انهيار مبيعات طرازاتها عالميًا.
وعلاوة على الخسائر وتراجع حصتها بالسوق -خاصة عالميًا- لحقت الحكومة في أميركا بركب ألمانيا في التخلص من عبء الدعم المالي للصناعة المتعثرة.
يأتي ذلك خلال الوقت الذي تقلد فيه رئيسها التنفيذي إيلون ماسك، منصب وزير الكفاءة الحكومية في حكومة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
لكن هل يستفيد ماسك من منصبه لدعم لشركته داخل أروقة البيت الأبيض؟ هو سؤال مُلحّ طرحه وحلل افتراضاته رئيس تحرير منصة "كلين تكنيكا" (CleanTechnica) زاكاري شاهان.
شركة تيسلا
قانونًا، يجب عدم الخلط بين أعمال شركة تيسلا ومنصب إيلون ماسك الجديد داخل الحكومة الأميركية الجديدة.
لكن الرئيس دونالد ترمب معروف بفساده الذي بلغ درجة جنونية خلال ولايته الرئاسية الأولى، كما كانت هناك أمثلة عديدة على المحاباة والمحسوبية. وفق زاكاري شاهان.
وخلال الولاية السابقة وبعد انتهائها حصد هو وابنته إيفانكا وزوجها غاريد كوشنر مليارات الدولارات من دول أخرى.
وقبل فوزه بالانتخابات، حظي ترمب بدعم قوي من إيلون ماسك الذي أنفق أكثر من ربع مليار دولار لمساعدة قطب العقارات في الفوز أمام نائبة سابقه كامالا هاريس.
وهنا، يقول الكاتب زاكاري شاهان إن ماسك -وهو أغنى رجل في العالم- ربما يظن أنه شخص عادل وموضوعي، لكنه يفترض دائمًا أنه لا مثيل له ولشركاته، بل "يستحقون العالم".
ولذلك، سيكون من المنطقي أن تفوز تيسلا بعقود ضخمة وطلبيات من الحكومة الفيدرالية بقيادة ترمب لتوفير سيارات كهربائية وشواحنها وأنظمة تخزين الكهرباء.
![الكاتب زاكاري شاهان](https://attaqa.net/wp-content/uploads/2025/02/d9b344c68f983c6f45f6898c8b9a2ab8.webp)
وبحسب شاهان، يحتل ماسك مكانة مميزة لدى ترمب، لكن إلى الآن خلت حدود سلطاته من الشؤون المرتبطة بتيسلا.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، ألغى ترمب تفويض السيارات الكهربائية ليسمح للمواطنين باختيار ما يريدونه، ويزيل عن الحكومة عبء تقديم إعانات للشراء والتصنيع.
كما تراجع عن مستهدفات سابقة لجعل 50% من مبيعات السيارات الجديدة كهربائية بحلول عام 2030 تحقيقًا لأهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
إيلون ماسك ودونالد ترمب
بالتدقيق والفحص، قد لا تكون العلاقة مثالية تمامًا بين إيلون ماسك ودونالد ترمب كما تبدو؛ إذ يرى الرئيس رجل الأعمال مُزعجًا وغريبًا جدًا بعض الشيء، كما سخر من تيسلا ولم يُثنِ على مركباتها الكهربائية، بحسب كاتب المقال.
وثمة احتمال أن ترمب استغل شعبية ماسك وأمواله للفوز بالانتخابات، لكنه سيتخلص منه فور أن تُتاح له الفرصة الملائمة.
![سيارة تيسلا موديل 3](https://attaqa.net/wp-content/uploads/2025/02/6a0e5f9975b9eb8cf9d28bd52b45c2df-1024x439.jpg)
"يريد ترمب أن يكون الأول وأن يُرى بوصفه الزعيم الكبير وأن يدور العالم حوله"، لكن إيلون الذي يريد الأشياء نفسها يحظى باهتمام شعبي أكبر من ترمب، وهو ما قد يكون له أثر مزعج في نفس الرئيس.
يتزامن ذلك مع ورود أنباء عن مساعي المسؤولين المحيطين بترمب للحد من نفوذ الرئيس التنفيذي لتيسلا ومنصة التواصل الاجتماعي "إكس" و"سبيس إكس" من بين شركات أخرى، وهو ما جعلهم يلجأون إلى كبيرة العاملين بالبيت الأبيض سوزي وايلز.
وإذا نجحت محاولات التخلص من ماسك بالفعل، ربما لن يكون من السهل إقناع ترمب بشراء مركبات تيسلا، كما يصعب تخيُّل أن يوافق الرئيس على شراء عدد كبير من السيارات الكهربائية بأموال الحكومة الفيدرالية إذا كان متحيزًا بالفعل ضدها.
أضف إلى ذلك أن إيلون ماسك نفسه أصبح لا يرى تغير المناخ تهديدًا خطيرًا، وأنه لا ينبغي خفض إنتاج مصادر الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز، وفي مناسبات عدة قال إنه لا ينبغي أن تحظى صناعة السيارات الكهربائية بدعم الحكومة.
وبناءً على ما سبق، يعتقد الكاتب والخبير زاكاري شاهان أن ماسك لا يهتم كثيرًا بتيسلا، أو بتأمين مشتريات لها من البيت الأبيض في الوقت الحاضر.
لكن إذا ساء الوضع في ظل تراجع المبيعات، سيكون من الصعب توقع الخطوة المقبلة، ومن المحتمل أن يُجبر الحكومة الفيدرالية على شراء سيارات تيسلا مع تقديم تبريرات تجعل الأمر يبدو منطقيًا وليس بسبب محاباة ترمب أو الفساد.
وتراجعت مبيعات تيسلا في العام المنصرم (2024) على أساس سنوي، كما خسرت لقب أكبر مصنّعي السيارات العاملة بالبطارية في العالم لصالح شركة "بي واي دي" الصينية (BYD).
وفي ألمانيا، تراجعت مبيعات تيسلا خلال يناير/كانون الثاني (2025) بنسبة 60% على أساس سنوي، وفي فرنسا انخفضت بنسبة 63% وفي الصين 33%.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر: