الخرطوم على صفيح ساخن حيث يشهد وسط العاصمة السودانية الخرطوم تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث تحتدم المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق المقرن شمال غرب الخرطوم والمناطق المحيطة بـالقصر الجمهوري المطل على النيل، ورغم تضارب التقارير حول السيطرة على القصر، فإن مصادر تابعة للجيش تؤكد محاصرة القصر واقتراب استعادته، بينما تذكر منصات مرتبطة بالدعم السريع أن الهجوم تم صده بنجاح مع تكبيد القوات المهاجمة خسائر كبيرة.
الخرطوم على صفيح ساخن
أدى التصعيد إلى مضاعفة معاناة السكان، حيث اضطر عدد كبير من الأسر التي عادت مؤخرًا إلى منازلها للنزوح مرة أخرى وسط ظروف أمنية بالغة التعقيد.
نزوح جديد وسط أوضاع معيشية كارثية
يعيش ما يقارب مليوني شخص في الخرطوم في ظروف صعبة بعد أن نزح 6 ملايين منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 وخلال الأسابيع القليلة الماضية، عاد نحو 300 ألف شخص إلى منازلهم ليواجهوا واقعًا إنسانيًا يفتقر إلى الكهرباء والمياه والخدمات الصحية والمواد الغذائية.

رحلة الفرار مجددًا
يحكي أبوبكر حسين أحد العائدين إلى الخرطوم عن الوضع المأساوي الذي دفعه لمغادرة منزله في ضاحية جبرة جنوب الخرطوم مجددًا بعد تعرض المنطقة لقصف متكرر ويقول: “بعد عودتي للخرطوم، عشت مع أسرتي شهرًا عصيبًا.. كنا أقرب للموت من أي وقت مضى، ومع اشتداد القصف، لم يكن أمامنا خيار سوى الفرار مجددًا” ويضيف أنه اضطر إلى سلك طرق معقدة وصعبة للوصول إلى شندي التي تبعد 180 كيلومترًا شمال الخرطوم، وذلك بعد رحلة استغرقت أكثر من 7 ساعات وسط مخاطر كبيرة.
المساعدات الإنسانية في خطر
تعمل مجموعات الإغاثة الطوعية في ظروف صعبة جدًا، حيث يعاني 80 بالمئة من سكان العاصمة من نقص حاد في الغذاء والدواء.

العمل الإنساني في مرمى النيران
تعاني منظمات الإغاثة من نقص الموارد وخطر القصف والاعتقال العشوائي حيث أعلنت لجنة شباب الجريف غرب أن ثلاثة من أعضاء غرفة الطوارئ قتلوا بسبب القصف وسقوط القذائف، فيما أصيب آخرون بالرصاص أثناء محاولتهم مساعدة العالقين