من أوكرانيا إلى غزة.. كيف يعيد ترامب رسم خارطة النفوذ الأميركي؟

في تقرير الجارديان، تسلط الضوء على المشهد السياسي الأميركي المتغير بسرعة غير مسبوقة، حيث تتقاطع قضايا الذكاء الاصطناعي، والمساعدات الخارجية، والصراعات الجيوسياسية ضمن إدارة تعتمد على نهج صادم في الحكم، يهدف إلى زعزعة خصومها وإعادة تشكيل موازين القوى.

رئاسة ترامب.. استراتيجية الفوضى كأداة للحكم

مع بداية ولايته الثانية، ينتهج الرئيس الأميركي دونالد ترامب أسلوب "إغراق الساحة"، عبر إصدار أوامر تنفيذية متلاحقة، وإجراء تغييرات جذرية في الإدارة الفيدرالية، وتعليق تريليونات الدولارات من التمويل الحكومي, هذه الاستراتيجية لا تهدف فقط إلى فرض أجندته بسرعة، بل أيضًا إلى إرباك خصومه وإضعاف قدرة الإعلام على تغطية حجم التحولات المتسارعة, ولكن يبقى التساؤل, إلى متى يمكن للبيت الأبيض الحفاظ على هذا الإيقاع؟ وما التداعيات المحتملة على استقرار الحكم؟

أربع ساحات مواجهة تُعيد رسم المشهد العالمي

 الشرق الأوسط.. ضغوط اقتصادية وابتزاز جيوسياسي

في تصعيد جديد، هدد ترامب بقطع المساعدات عن الأردن ومصر إذا لم تقبلا إعادة توطين فلسطينيي غزة، وهو ما قوبل برفض قاطع رغم التبعات الاقتصادية المحتملة.

 بالتزامن توعد الرئيس الأميركي حماس بـ"انفجار الجحيم" إذا لم تُطلق سراح الرهائن بحلول السبت، ما يهدد بانهيار وقف إطلاق النار الهش.

 أوكرانيا.. الحرب كفرصة استثمارية

في موقف يسلط الضوء على مقاربته البراغماتية، عرض ترامب استمرار الدعم العسكري لكييف مقابل حصول الولايات المتحدة على امتيازات حصرية لاستخراج معادن نادرة تُقدَّر قيمتها بـ500 مليار دولار، وهو طرح أثار انتقادات واسعة باعتباره محاولة لتحويل النزاع إلى صفقة تجارية.

 سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي.. صراع الهيمنة بين ماسك وألتمان

في معركة نفوذ غير مسبوقة، حاول إيلون ماسك الاستحواذ على OpenAI عبر عرض غير مرغوب فيه بقيمة 97.4 مليار دولار، لكن الرئيس التنفيذي للشركة، سام ألتمان، رفضه سريعًا وساخرًا: "لا شكرًا، لكن يمكننا شراء تويتر منك بـ9.74 مليار دولار"، ما يعكس احتدام المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا حول مستقبل الذكاء الاصطناعي.

 بريطانيا و"دبلوماسية الاسترضاء.. دروس في البراغماتية السياسية

في محاولة لتجنب تداعيات اقتصادية وسياسية غير محسوبة، تبنت حكومة حزب العمال نهجًا تصالحيًا تجاه إدارة ترامب, وفي خطوة تعكس هذا التوجه، خفف السفير البريطاني في واشنطن، بيتر ماندلسون، من لهجته السابقة تجاه الرئيس الأميركي، مشيدًا بـ"طاقة ترامب الديناميكية"، في ما يُنظر إليه كجزء من استراتيجية تهدف إلى تحييد غضبه وتجنب أي صدام دبلوماسي.

إلى أين تتجه الأمور؟

في ظل رئاسة ترامب الثانية، يتشكل نظام عالمي جديد قائم على الضغط السياسي والصفقات غير التقليدية, فهل سينجح هذا النهج في ترسيخ رؤيته، أم أن تداعياته ستقود إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار؟