يبدو أن هناك تطرفًا شديدًا من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تبنّي رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وليس رؤية الحكومة الإسرائيلية أو الشعب، وهو ما قد يؤدي إلى أزمة نفط عالمية.
وأوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن هذا التبني قد يؤدي إلى أزمة نفطية عالمية، بالإضافة إلى أزمات أخرى على عدد من الأصعدة.
وأضاف: "من الناحية السياسية، سيُلغى أيّ تعاون بين دول الخليج وترمب، إذا كان هناك أيّ نوع من محاولات التعاون لتبادل المصالح، ولكن هناك أسباب أخرى، منها أن عودة الحرب في غزة تعني أن الحوثيين لديهم الآن سبب للعودة إلى ضرب السفن وحاملات النفط وغيرها في البحر الأحمر".
ولفت إلى محاولات سابقة لإعادة الشحن إلى طبيعته في البحر الأحمر، وعودة الأمور إلى طبيعتها في قناه السويس، وهذا لن يحدث، ومن ثم ستستمر خسائر مصر.
جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها الحجي عبر مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، بعنوان "النفط بين قرارات ترمب وتصريحات نتنياهو".
هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
تطرَّق أنس الحجي إلى هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، التي يمكن أن تعود في حالة عودة الحرب في غزة، مشيرًا إلى مرور أول ناقلة تحمل الغاز المسال العماني متجهة إلى تركيا، وكانت تحمل على متنها حراسة مسلحة، وهي الآن في قناة السويس.
ولكن، وفق الحجي، تعدّ هذه الناقلة أول حاملة للغاز المسال تعبر القناة خلال عام كامل، والجميع يتطلعون إلى هذا الأمر على أنه فاتحة خير، ولكن مع تصريحات ترمب ونتنياهو، لا أحد يعرف ما إذا كانت هناك ناقلات أخرى ستعبر البحر الأحمر أم لا.
وأضاف مستشار تحرير منصة الطاقة: "عمومًا، أعلن الحوثيون -رسميًا- أنهم لن يضربوا السفن البريطانية والأميركية إذا مرّت في المنطقة، ولكن لم تمرّ سفن بريطانية وأميركية على كل الحالات منذ ذلك اليوم، وحتى إعلان انتهاء الحرب في غزة".
إلّا أن الرؤية كانت أن الحوثيين حاليًا يملكون "كارتًا" يستعملونه كلّما ضاقت بهم الأحوال، أو كلّما كانت هناك مفاوضات أو أيّ أمور أخرى، ومن ثم حتى إذا انتهت حرب غزة تمامًا قد يضرب الحوثيون السفن، أو على الأقل يخوّفونها في المنطقة.
وتابع: "الأمر الآخر، عند الحديث عن ردود أفعال دول الخليج عامة، وردّ فعل السعودية خاصةً، فأنا أتابع الإعلام السعودي منذ أكثر من 30 عامًا، ولم أرَ خلالها ردّ فعل قويًا كالذي نراه خلال الأيام الأخيرة، على تصريحات نتنياهو.
![هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر](https://attaqa.net/wp-content/uploads/2024/06/59a57741f6a6f1bee074bd73607a71b8.jpg)
ولفت أنس الحجي إلى أن أغلب الخبراء يؤكدون حاليًا أن ردّ الفعل السعودي أقوى من أيّ وقت مضى، إذ هناك غضب شديد من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، ودعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب له.
وأشار إلى الاجتماع الذي عُقِدَ بين ترمب والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والذي كان قصيرًا، ولكن ربما هناك أمور سرّية حدثت خلاله، ومن الواضح أن الملك أقنع الرئيس الأميركي بأن الأردن لا يمكنه استقبال عدد كبير من الفلسطينيين، عدا 2000 طفل فلسطيني من المرضى.
وأردف: "إذا أردنا أن نأخذ الأمور على محمل جيد ومتفائل، فإن هذه الخطوة تعدّ ضربة ذكية، لأن التركيز على موضوع الأطفال والحديث عنه في الإعلام، جعل الأميركيين الذين لا علاقة لهم بالأمر يسألون عن سبب استضافة الأطفال، ولكن بالنظر من منظور سلبي، هؤلاء الأطفال لهم أقارب، فكيف سيذهبون ويأتون؟".
![اللقاء بين الرئيس الأميركي وملك الأردن](https://attaqa.net/wp-content/uploads/2025/02/07c3f887cc69caf06f342a367cfe6304-e1739367067744.jpg)
تجديد العقوبات على إيران
أشار أنس الحجي إلى إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجديد العقوبات على إيران وفرض عقوبات إضافية، في توقيت وجود رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهو ما يعدّ إرضاءً واضحًا له، لكنه يُغضب دول الخليج.
ولكن، في الوقت نفسه، قال ترمب أمرًا مهمًا، وهو أنه ضُغِط عليه ممّن حوله ليفرض هذه العقوبات، ولكنه -شخصيًا- يفضّل أن يكون هناك اتفاق مع إيران، وهو أمر مثير أن يتحدث عن ترحيل أهل غزة والاتفاق مع إيران في وقت واحد.
وأوضح خبير اقتصادات الطاقة أنه بالنظر إلى تفاصيل العقوبات على إيران، يتضح أولًا أن الوضع في أسواق النفط وإيران والصين في 2025 يختلف تمامًا عن الوضع في 2019، أي إن التخفيض الذي حدث للصادرات الإيرانية في السابق لن يتكرر.
وبالنظر إلى العقوبات الجديدة، يتضح أن تأثيرها ضعيف جدًا، ولا تغيّر من الأمر شيئًا، حتى الشركات التي فُرِضَت عقوبات عليها داخل الإمارات، بعضها وهمية، لتغطية موضوع ترتيب نقل السفن أو نقل عائدات النفط.
وأضاف: "لذلك، حتى إذا تجاوزت العقوبات إلى دول أخرى، فإنها ضعيفة جدًا، ولكن من الواضح من حديث الرئيس دونالد ترمب أن هناك مغازلة لطهران، وكان هذا واضحًا تمامًا في كلامه".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..