عبرت شحنة أمونيا -ليست لها صلة بموردين إيرانيين- مضيق باب المندب إلى البحر الأحمر للمرة الأولى في 14 شهرًا، وفق أحدث متابعات قطاع الأمونيا العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
ويفتح عبور شحنة الأمونيا العمانية الممر الملاحي الإستراتيجي الذي تتجنبه سفن الشحن العالمية حاليًا بسبب هجمات الحوثيين، نافذة أمل أمام تدفق مزيدٍ من الشحنات، ومن ثم زيادة الإمدادات العالمية من هذا الوقود الواعد.
وتتزايد الرهانات على الأمونيا بوصفها وقودًا حاسمًا في رحلة تخلُّص صناعة الشحن البحري من الوقود الأحفوري شديد الحساسية للبيئة؛ سعيًا لخفض البصمة الكربونية لتلك الصناعة الإستراتيجية.
ويكتسب الشحن البحري أهمية بالغة بالنسبة لسلاسل الإمدادات العالمية؛ إذ إنه مسؤول عن 80% من حركة نقل البضائع، كما يُطلق قرابة 3% من انبعاثات غازات الدفيئة المسبّبة لتغير المناخ.
رحلة شحنة أمونيا عمانية
مرّت شحنة أمونيا لا تتعلق بموردين إيرانيين عبر مضيق باب المندب إلى البحر الأحمر للمرة الأولى منذ شهر ديسمبر/كانون الأول (2023)، لتسلم الأمونيا العمانية إلى الأردن، وفق ما أظهرته برامج تتبع ومصادر في السوق.
وجرى تحميل سفينة أرد هورايزون (Ard Horizon) شحنة تزن 15 ألف طن متري، من شركة أوكيو العمانية في ميناء صلالة خلال المدة من 27 إلى 30 يناير/كانون الثاني الماضي، قبل تسليمها لصالح شركة مناجم الفوسفات الأردنية في ميناء العقبة خلال يومي 4 و5 فبراير/شباط الحالي، بحسب بيانات تتبع السفن
وانخفض معدل نقل الأمونيا من الخليج العربي إلى الغرب عبر قناة السويس بمعدلات كبيرة منذ أواخر عام 2023، حينما سرّع الحوثيون في اليمن من وتيرة هجماتهم على السفن التجارية التي يُشتبه في صلتها بإسرائيل، في أعقاب اندلاع الحرب على قطاع غزة.
وفي عام 2024 لم تتمكّن سوى السفن التي تحمل الأمونيا المرتبطة بالموردين الإيرانيين من عبور مضيق باب المندب، ونقل المنتجات من الشرق إلى الغرب، لتسليمها إلى تركيا فقط، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
واستمر نقل الأمونيا من ميناء العين السخنة المطل على البحر الأحمر، مع تواصل مرور السفن جنوبًا عبر قناة السويس لتحميل شحنات من الشركة المصرية للصناعات الأساسية إي بي آي سي (EBIC) المملوكة لشركة "فيرتيغلوب"، الرائدة في مجال إنتاج الأمونيا، وتسليمها في الأردن، ومنطقة البحر المتوسط وأوروبا.
في الوقت نفسه قررت ناقلات الغاز المحملة بالأمونيا من موردين في السعودية وسلطنة عمان لتسليمها في غرب قناة السويس، تحويل مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح؛ ما أسهم في زيادة وقت الرحلات بواقع أسابيع.
انفراجة مأمولة
يأمل المحللون في أن يؤدي بدء نقل شحنات الأمونيا عبر البحر الأحمر إلى انفراجة في إمدادات الأمونيا العالمية، خلال الوقت الذي تسبب فيه فقدان التدفق التجاري لهذا الوقود بانفصال الأسواق شرق قناة السويس وغربها.
وقال مصدر: "يُعد بدء نقل الأمونيا إشارة أولية جيدة إلى السوق، مفادها أنه بات بالإمكان عبور البحر الأحمر"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومع ذلك حذّر تاجر آخر من مغبّة المبالغة في تقدير الموقف، قائلًا: "كل ملاك السفن من الدرجة الأولى لا يزالون رافضين لعبور البحر الأحمر".
وقال أحد مالكي عدد من ناقلات الغاز العاملة في سوق الأمونيا إنه لا يفكر حاليًا في المرور عبر البحر الأحمر، وفق تصريحات أدلى بها إلى منصة إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس.
وأوضح أحد سماسرة السفن: "لا شك في أن الأمر سيستغرق بعض الوقت بالنسبة للاعبين الأكبر حجمًا والأكثر قوة في السوق"، كما يرى سمسار سفن آخر أن معظم مالكي السفن يرفضون عبور البحر الأحمر حتى الآن.
يُشار إلى أن الحاجة الملحّة لوقود الأمونيا النظيفة ظهرت بوصفها وقودًا للشحن البحري خلال العام المنصرم نتيجة هجمات جماعة الحوثيين على سفن الشحن المارة في البحر الأحمر؛ ما دفع سفن التجارة للإبحار آلاف الأميال حول أفريقيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح تجنبًا للهجمات؛ ما تسبب في إطلاق ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: